أرشيف الرأي

متى ينتهي 2011؟

الآن تمتد ساحات التغيير والحرية في اليمن إلى داخل مجلس الأمن وكل بقاع الأرض. وها نحن أمام تحول جديد في مسار الثورة اليمنية؛ ولأول مرة تتوحد ساحتا الستين والسبعين –على تناقضاتهما - في جمعة 14أكتوبر أو لنقل إن الرئيس- ولأول مرة أيضاً – لم يلق خطابا بهذه المناسبة الوطنية.

انتقلت الثورة اليمنية من مجرد فعل شعبي إلى قرار دولي، ومنح الامتداد الزمني الثورة السلمية محطات تاريخية ووطنية فهي أول ثورة يدخل في إطارها الزمني 22مايو و26سبتمبر و14اكتوبر وربما 30نوفمبر.

ولاشك أن عام 2011الحالي هو عام نحس على الأنظمة الطاغوتية التي جثمت على صدور شعبها عشرات السنين، فقد بدأت نذره الصاعقة مع بدايته وفيه سقط هبل واللات والعزى وأصنام مازال الرعاع الأتباع عليها عاكفين. ولن يأفل العام 2011 إلا بأفولها الفعلي ؛وإلى الأبد.

ولأنه عام شؤم على هذه الأنظمة حاول النظام اليمني اللعب على عقرب الساعة وعامل الوقت، نزولاً عند مشورات العرَّافة السياسية ومنجمي السلطة، الذين نصحوا النظام بالإبقاء على نفسه من خلال لعبة الزمن، وأنه إذا كان 2011عام الشعوب والربيع العربي بامتياز فإن 2012 سيكون –في علم الفلك السياسي-عام الأنظمة بامتياز:"عام لك وعام عليك".

لم يتبق من عام الربيع العربي سوى بضعة أسابيع يستميت النظام اليمني في تمريرها كيفما اتفق، لكي يتنفس الصعداء مع بداية عام ميلادي جديد يظن أنه لن يكون أسوأ من هذا العام.

غير أن كل المؤشرات الزمنية والسياسية الحالية لا تبدو –من ناحية تاريخية بحتة –لصالح النظام الذي يتشبث بنفسِه الأخير بعد انتهاء صلاحيته وعمره الافتراضي.

صحيح أن الثورة السلمية طالت بعض الوقت، قياساً بثورتي تونس ومصر لكن وجود ثورتي ليبيا وسوريا مثَّل رافداً لبقاء الثورة اليمنية دونما تحسس من الزمن الذي يبدو في اليمن في دقائقه الأخيرة وعلى وشك الانقضاء.

وسيكون من المؤسف جداً للنظام اليمني أن يترافق سقوطه مع ذكرى عيد الجلاء في 30نوفمبر القريب. وهنا أذكر أن عبده الجندي قدم مقترحا قبل أيام بأن يكون الرئيس في مقام الملكة البريطانية اليزابيث، ولربما عاد الزمان في صنعاء بجلاءٍ جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى