أرشيف الرأي

العين.. علة اليمن

ذكر الجاحظ في الحيوان هذه القصة منسوبة إلى شيخ إباضي نسي اسمه وكنيته كما قال وقد تشاءم من الشيعة والتشيع، وعندما سئل عن سبب ذلك أجاب:

"أنكرتُ منه مكان الشِّين التي في أوّل الكلمة لأني لم أجد الشِّين في أوَّل كلمةٍ قطُّ إلاَّ وهي مسخوطة مثل: شؤم وشرٍّ وشيطان وشغب وشحّ وشمال وشجَن وشيب وشين وشراسة وشَنَج وشَكّ وشوكة وَشَبث وشرك وشارب وشطير وشطور وشِعرة وشاني وشتْم وشتيم وشِيطَرْج وشنعة وشَناعة وشأمة وشوصة وشتر وشجوب وشَجَّة وشطون وشاطن وشنّ وشلَل وشِيص وشاطر وشاطرة وشاحب. قلت له: ما سمعتُ متكلِّماً قطُّ يقول هذا ولا يبلُغه ولا يقومُ لهؤلاء القَوم قائمةٌ بعد هذا" أ.ه.

لا أدري ما حاله لو بعث اليوم وتأمل حرف العين وعلاقته بحكام اليمن وأبرز شخصياته على الإطلاق في التاريخ الحديث!وشخصيا فقد عداني شؤم هذا الإباضي خاصة مع استذكاري للتنجيم والمنجمين وملحقاته من هذه العلوم التي فشلت من وقت مبكر أن أبرع في واحدة منها على الرغم من الحلم الكبير الذي كان طيفه لا يفارق خيالي في طفولتي حيث كنت أحلم أن أصبح منجما أو كاتب تمائم تزدحم على بابه الزيارات ويقبل الزوار ركبتيه بشغف وهم يناولونه قوارير السمن والعسل وأكياس البن والقات..إلخ.

المهم أتساءل الآن هل من قبيل الصدفة والصدفة المحضة أن يتم هذا التوافق إلى هذا الحد أن يتصدر حرف العين كل مسئولي اليمن ومعظم رجالاته الفاعلين سلبا وإيجابا؟ من عبد الله السلال إلى علي عبدالله صالح، إلى عبد الرحمن الإرياني إلى عبد الكريم العرشي إلى علي عبدالله صالح إلى علي سالم البيض إلى علي ناصر محمد، إلى عبد الفتاح إسماعيل، وكل هؤلاء رؤساء للشطرين سابقا ورؤساء وزراء حسبما تقتضيه الأنظمة السياسية، وحتى نواب الرؤساء المشاغب: عبد الرحمن البيضاني، والصامت عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى رؤساء الوزراء في الشطرين: عبد العزيز عبد الغني، عبد الكريم الإرياني، عبد القادر باجمال، علي محمد مجور، عبد الله الحجري، عبدالله الكرشمي، عبد اللطيف ضيف الله، وحتى محسن العيني لم يحمل اسمه الأول حرف العين فحمل لقبه الاسم كله!!

وتأتي شخصيات أخرى من الوزن الثقيل عسكرية ومدنية سابقا ولاحقا، علي محسن صالح، عسكر زعيل، علي صالح الأحمر، علي صلاح (الإعلامي والفندم) علي عنتر، عبد الله القاضي، عبد المجيد الزنداني، عبد الله بن حسين الأحمر، علي مقصع، عبد الوهاب الآنسي، علي السياني، (أحدهما مذيع بارز وآخر فندم) عبد الملك السياني، عمار محمد عبدالله صالح، علي محمد الآنسي، عبد الرحمن محمد علي عثمان، علي هادي شايع، عبد السلام صبرة، عبد السلام العنسي، عبد الستار الشميري، عبد الملك المخلافي، عبده محمد المخلافي، علي خودم، علي الشاطر (عميد المسئولين اليمنيين وملك ملوك الموظفين في منصبه الأبدي) عبده بورجي، يا الله.. عبده الجندي!!!!!! عبد الله الناخبي، عبدالملك منصور، عبد الولي الشميري، علي المطري، عبده عثمان، عبدالله جزيلان، عبدالله البشيري، عبدالله عليوه، علي صالح عباد، عبد الرحمن الجفري، علوي السلامي، عبد الرحمن الأكوع، عبد الرحمن بافضل، عبد الله غانم، عبد الكريم شايف، عبد الجليل ثابت (بالمناسبة لي ولد يحمل نفس الاسم) عبد الواسع هائل سعيد وأخيه عبد الجبار ورئيس المجموعة علي محمد سعيد، عبد الجليل ردمان، عبد السلام العنسي، عبد الله الأصنج عبد القوي مكاوي، علي الوزير، عبد الوهاب الديلمي، عباس الديلمي، عمر الجاوي، عصام السماوي، علي ناجي الرعوي، عبد الله عبد الرزاق باذيب، عبد العزيز الدالي، عبد الوهاب الشريف، عبد الملك الحوثي، عبد الله الرزامي، عبد الله قيران، علي عبد المغني (مع الاعتذار للأخير لاقترانه العشوائي بمن قبله) عبد الملك الشيباني، علي سيف حسن، عبد المجيد الريمي، عبد الله العلفي، علي عشال، عبد الحفيظ النهاري، عبد السلام كرمان، علي هود باعباد، عبد الله عبد العالم، عبد الحبيب سالم، عبد الله سعد، عبد الكريم الأرحبي، علي محمد الجبلي، عبد الحافظ السمة، عبد الوهاب محمود، عدنان الجفري، عبد الملك الطيب، تخيلوا حتى شلة الوفاء لصاحبهم في 77م عيسى محمد سيف، عبد السلام مقبل، عبد الكريم المحويتي، عبد الله سلام الحكيمي، عبد الله هاشم. ونواصل: عبد السلام الجوفي، حتى رجل الوساطات عبد القادر هلال، نسيت عبد الله الوزير الإمام الدستوري لثورة 48م.

على أية حال مهما بلغ التشاؤم من هؤلاء باعتبارهم رجال سياسة أغرقوا البلاد في مصائبهم أو بالأصح من أغلبهم حتى نكون منصفين، فإن ثمة وجها آخر لهؤلاء يبعث على الارتياح والتحليق بعيدا في مقامات الإبداع الخالص شعرا ونثرا: عبد العزيز المقالح، عبد الله البردوني، عبد الله معجب، عبد الله عبد الوهاب نعمان، علي صبرة، عيدروس النقيب، عبد الرحمن الشريف، وأيضا عبد الباري طاهر صديق هؤلاء جميعا، وصديقاي الحميمان عادل الأحمدي وعبد الرزاق الحطامي، ودرة التاج الرائع دوما علي محمد زيد. ورجل المبادئ عبد القوي الشيباني صاحب أنجح مبادرة فنية (إنسانية في أصلها) وهو يشارك فنان اليمن آلامه وآماله؛ بل ويأتي بما لم تستطعه الدولة!!

إلى حد كبير يستطيع القارئ الآن أن يقول هؤلاء هم اليمن تقريبا في العصر الحديث، فمن يفك اللغز؟ وإلى حد كبير يتساءل الناس: ما هو الحرف القادم؟

Back to top button