آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حوارات مفتوحة مع كتّاب مؤيدين للحراك الجنوبي 2

مع الأديب الدكتور عبدالله الشعيبي

كتب الصديق العزيز الدكتور الأديب والباحث والروائي المعروف عبدالله الشعيبي المقيم حالياً في شفيلد بالمملكة المتحدة مقالاً ناقداً في موقع التغيير، علق فيه على بعض كتاباتي في صحيفة «الجمهورية» وفيما يلي أهم مضامين المقال وردودي عليه:

الشعيبي: لقد قمنا بإرسال هذه المقالة إلى صحيفة «الجمهورية» اليوسفية قبل أكثر من أسبوع، على اعتبار أنها تنشر سلسلة مقالات الصديق العزيز منير الماوري، ولكن كما يبدو أن اليوسفي المتربع على عرش «الجمهورية» لايريد أن يغضب الماوري، وأجد نفسي هنا مضطراً إلى نشر مقالتنا في بعض الصحف الإلكترونية، ومنها التغيير، ويؤسفني هنا القول إن رئيس الجمهورية اليوسفي قد نسى حقيقة حرية الرأي والرأي الآخر.
الماوري: بل الأكثر دقة أن الأستاذ اليوسفي لا يريد أن يغضب قراء «الجمهورية» بتحويل الصحيفة كلها إلى ردود على مقالات كتاب الصحيفة، وقد نشر ما يكفي من الردود، من بينها تلك الرافضة قطعياً لآرائي، ولكن العرف الصحفي في النهاية يكفل نشر رد واحد على المقال الواحد، للحراك الواحد، وليس سيلاً من الردود يتجاوز عددها عدد فصائل الحراك.
وصدقني يا صديقي لو أن «الجمهورية» تفتح باب الردود على مصراعيه لاحتاجت لصحيفة يومية أخرى مخصصة فقط للردود على كتابها، وأنت تستطيع أن تستنبط بنفسك حجم الردود المنشورة في كثير من المواقع، وليس المشكلة فقط في كثرتها بل أيضاً في خروجها عن السياق وتركيز أصحابها على شخص الكاتب بدلاً من أفكاره.
الشعيبي: طالعت الحلقات الثلاث وما بعدها عن الفيدرالية والجنوب ولأول مرة أقرأ لمنير الماوري وأشعر بعدم الرغبة في استكمال قراءتها، بعد أن شعرت بأن كتابات الماوري قد تجاوزت حدود اللياقة التي كان يتمتع بها دوماً سواء في كتاباته أو في علاقاته، بل إنه يتناقض مع نفسه في الحلقات الثلاث الأولى عن بقية الحلقات بين معارض للفيدرالية على أساس إقليمين إلى مؤيد لفيدرالية من ثمانية أقاليم.
الماوري: عند حديثك عن اللياقة يبدو أيها العزيز أنك تخلط بين ما قرأته في «الجمهورية» وما قرأته مترجماً عن «الجمهورية»، لمترجمين ومفسرين حراكيين مبتدئين، فهذه الصحيفة لا تنشر أي شيء خارج عن اللياقة، ثم إنك لم تحدد بالضبط أين كان الخروج عن اللياقة وكيف؟وأين التناقض في تفضيل فيدرالية الثمانية أقاليم على فيدرالية الإقليمين.
الشعيبي: أعتقد أن تحميل مسؤولية فشل الوحدة للهارب البيض فيها افتراء واضح على الحقيقة، مع أن البيض جزء من المشكلة وليس كل المشكلة، وقد سمعت من الماوري قبل ذلك كلاماً يخالف ما كتبه في الحلقات الثلاث من أن صالح هو المسؤول الأول والأخير عن فشل الوحدة.
الماوري: ومن قال إني برأت صالح من المسؤولية؟ فمازلت أعتقد وسأظل أعتقد أن صالح هو المسؤول الأول، ولكن ليس الأخير، فللبيض نصيبه من المسؤولية، وقد توقعت لهما الاثنين منذ عام 1993 مصيراً مخزياً سيؤدي إلى خروجهما من التاريخ من أضيق الأبواب بعد أن دخلاه من أوسع الأبواب.
الشعيبي : أما عن عمالة البيض لأطراف إقليمية مقابل ثمن بخس( 10 ملايين دولار، ولا أعتقد أن البيض محتاج لهذا المبلغ) فهو لم يقل لنا عن الطرف الآخر الذي هرب للوحدة، وقد سمعت الماوري ذات يوم يتهم الطرفين بالهروب، ونجده اليوم يتناسى ذلك، وهو هنا يمنح صكوك الغفران والبراءة لبقية الهاربين والعملاء المرتبطين بأكثر من جهة خارجية وكم استلموا من مبالغ مقابل التنازل على مصالح الوطن، ولا ندري ما سبب ذلك؟.
الماوري: عفواً عفواً يا دكتور عبدالله، رجاء قف هنا فأنت باحث قدير، وكيف تنقل عني ما لم أقل؟ وأين وجدت صك الغفران والبراءة في كلامي للطرف الآخر؟! يبدو أنك متأثر بما تقرأ في مواقع جفران الحراك ولم تقرأ المقالات ذاتها التي تنشرها «الجمهورية». أما العشرة ملايين دولار فأنا أعرف أن البيض لا يحتاج لها، ولكن جرحى الحراك منذ 2007 يحتاجونها ويطالبونه بجزء بسيط منها، أما هو فلديه مليار دولار يستثمرها حالياً باسماء أنجاله، ثمناً لمشروعه الفاشل، ولا يحتاج للمبالغ الزهيدة، وسوف نطالب بتجميد أمواله جنباً إلى جنب مع تجميد أموال صالح وأقاربه لاستعادتها في بناء اليمن الجديد.
الشعيبي: تكلم الماوري عن أن اليمنيين جرّبوا التشطير والوحدة، ولكنه لم يقل لنا فيما إذا كانوا قد جربوا نظام الفيدرالية أو الدولة الاتحادية وفي أي زمن؟ ثم وما العيب في مناقشة أفكار أو مطالب شعب ما مثل الشعب الجنوبي؟.
الماوري: وما الهدف برأيك أيها العزيز من كتابة خمس حلقات عن الفيدرالية ألا يعني ذلك الدعوة لتجريبها بل والترويج لها، ألم تقرأ في هذه الحلقات أية دعوة لتجريب الفيدرالية، ولكن بالشكل الصحيح، وتنبيه واضح إلى أن صالح أفرغ الوحدة والديمقراطية من مضمونهما، ولا يجب أن نسمح للعطاس أو غيره أن يفرغ الفيدرالية من مضمونها أو يحولها إلى مجرد سلم لفك الارتباط؟ يبدو أن قراءتك للتنبيه هو الذي لم يعجبك.
الشعيبي : «تكلم الماوري عن الوحدة القسرية التي تمت في الجنوب بعد الاستقلال الوطني وأعتبرها تجربة غير سليمة ولكني أقول له: لو لم يكن الجنوب موحداً لما تمت الوحدة اليمنية التي تم اختطافها ومن ثم اغتيالها في رابعة النهار وعلى مسمع العالم أجمع»؟.
الماوري: وأنا أقول لك يا دكتور لو كان الجنوب موحداً يوم دخل الوحدة لما تم اختطاف الجنوب والوحدة معاً، ولكن الوحدة تمت مع نصف المحافظات الجنوبية؛ لأن النصف الآخر أقصاه علي سالم البيض، والحرب اندلعت بمشاركة فعالة من ذلك النصف الآخر.
أما حديثك عن الوحدة القسرية فهو متناقض فلا يوجد وحدة قسرية سليمة و أخرى غير سليمة، فدعونا من الانتقاء العاطفي وازدواجية المعايير في أحكامنا، فإما أن نرفض كل أنواع القسر الوحدوي، وإما أن نعمل على إصلاح نتائج القسر الوحدوي السابق والأسبق بالتوجه نحو المستقبل وليس العودة نحو الماضي.
الشعيبي: لو أن الجنوبيين اختاروا الفيدرالية أو فك الارتباط وطالبت حضرموت بخصوصية الإقليم في الإطار الجنوبي فليس هناك من موانع تقف أمام خياراتهم ومطالبهم، ثم ما الذي يجعلنا نتحفز ونحتد ونعترض من خيارات الشعوب، مع أن حضرموت يا صديقي وعلى مر التاريخ كانت دولة ولم تحسب على اليمن؟
الماوري: ولماذا تفرض على حضرموت «الإطار الجنوبي» وترفض قولي «في إطار الوحدة»؟ ولماذا تعجبك وحدة 1967 القسرية مع حضرموت وتستفزك وحدة 1990 التي لم تكن قسرية مع صنعاء؟ فهل صنعاء أو ما تمثله صنعاء لم يكن دولة على مر التاريخ؟ وللحوار بقية في عدد الغد.

زر الذهاب إلى الأعلى