[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحوثيون قتلوا أمس هذا الفتى النبيل!!

يتفننون كل يوم أكثر في إثبات حقيقة واحدة ويؤكدونها للعالم الذي كان بعضه مخدوعا بهم ذات يوم ..
ويكشفون لكل من تضامن معهم ذات يوم وصدق الحديث عن مظلوميتهم .. أنه كان مخطئاً ..
وأنهم مجرمون وذوو اخلاق سيئة لا تجيد غير المكر والخديعة ولا تعيش في غير فتنة وان عدوهم هو الجمال والتعايش وكل ما يتصل بهما..

أيها الحوثيون .. اعذروني ان كنت كتبت عنكم يوما وتضامنت معكم وصورتكم كضحايا ..
فأنا اليوم تيقنت أنني لم أكن أقصدكم إنما كنت أعبر عن تضامني مع السكان الأصليين للقرى والمناطق التي تحتلونها اليوم .. بصورة فجة لم يسبقكم إليها غازٍ أو محتل أو مستعمر!! ..

وإن كنت ذكرتكم للمظلومية خلال فترة حروب صعدة لكنني كنت أتضامن فقط مع الأبرياء من أبناء البلد الذين كانت السلطة بالأمس تقتلهم وأنتم توفرون لها المبرر , فيما تستمرون أنتم اليوم في قتلهم دون حاجة لمبرر !! ..

أيمن أحمد علي النمشة .. 16 عام ..

من أبناء مديرية كشر محافظة حجة ..
جمعت بيينا قرابة ومصاهرة كون والدته من أقاربي ..

أيمن النمشة .. النجيب والخلوق والمبدع قتله غراة الحوثي يوم أمس ..

أيمن في هذه الصورة مفعما بالأمل تواقاً إلى الحياة والبناء والمساهمة في التنمية .. فيما آخرون لا هم لهم سوى إنتاج الدمار والتخلف والحقد وتسويقه كرسالة سماوية ومنهج حياة ..

التحق بمركز الايتام التابع لمؤسسة اليتيم التنموية ودرس فيه لعام واحد والتحق بقسم الألمونيوم .. كما التحق شقيقه الأصغر منه بعام بقسم النجارة في ذات الزمن والمركز ..

رغم حداثة عمرهما وفقدهما باكرا لوالدهما - منذ حوالي 10 سنوات - رحمه الله إلا أنهما خاضا غمار الحياة بإصرار وشرعا في تأسيس ورشة نجارة في مدينة حرض على حدود السعودية ليواجها بها الحياة, رغم مشاق العمل إلا أنهما ظنّا بأنها أنفع من العمل في زراعة القات - المنتج الوحيد في المنطقة - خصوصاص ان شقيقهما الأكبر منهما - 19 عام - توفي العام الماضي مصاباً بمرض الكبد وهو أمر أرجعه الأطباء للمبيدات الزراعية ...

لا أدري كيف ستقابل والدتهما الخبر ,, فهي بعد أشهر فقط من وفاة ولدها (حازم) عاشت فاجعة استشهاد قريبها الأستاذ محمد حسين الثلايا في مذبحة جمعة الكرامة ..
وهي بالطبع لم تنسى فاجعة فقدان زوجها التي وقعت منذ سنوات ..

والدتهما تربوية قديرة .. وتحاول تجاوز هذه المعضلات من خلال تربية بنيها وتعليمهم كما ينبغي وقد كان لها ذلك بعون الله .. فالله لا يخذل الطيبين ولكن غير الأسوياء وذوي النفوس الحاقدة هم من يصنعون كل هذا الظلام الدامس ويدنسون الحياة بممارساتهم الخسيسة ..

أمس وفيما كان الحوثيين يهاجمون منطقة عاهم التهامية في اليمن التي لا يربطهم بها رابط مادي أو تاريخي أو باهلها وبعد يوم واحد من توقيعهم اتفاق وقف الحرب مع اهالي المنطقة ورحيلهم عنها قتلوا 3 من الأبرياء أحدهم "أيمن" ..

لا يا أيمن .. لن يوقفوا العجلة عن الحركة ولن يوقفوا دوران الحياة ... ستحصدهم أنت ورب الكعبة ... نحن الموجوعين لا أنت .. فأنت ارتقيت طاهرا بينما ما زال أهلك وأصدقائك يرون قاتليك يستمرون في غيهم !! ..

أخاطب الأعزاء الثلاثة .. الاستاذ زيد الشامي والاستاذ زيد الذاري والشيخ زيد عرجاش الذين كانوا شهودا على توقيع الاتفاق .. كونوا شهودا على غدر هؤلاء وإجرامهم وانتصروا لبراءة أيمن وأحلامه فالله لن يسامح من يتغاضى عن مثل هذه الفظائع ..

عزائي لوالدته ولإخوانه الكرام .. وأقدم خالص عزائي أيضا لقبائل حجور التي لا تستكين ولا تذل, أعزيهذه القبيلة الصامدة في شهيدها أيمن وكل شهدائها الأطهار الذين قتلهم الغزاة الذين يزعمون أنهم أبناء الأنبياء .. وهدية السماء لهداية أهل الأرض .. والوصاية عليهم..

زر الذهاب إلى الأعلى