أن يذهب صاحب بني حشيش إلى ماوية أو إلى المهرة ,أو أن يأتي صاحب قدس إلى الغراس ,ليس في الامر مشكلة !! , المشكلة حين يذهب صاحب بعدان إلى الجوف لمحاصرتها!! , سيكون السؤال الاستنكاري : يحاصرها ؟ , ثم تسأل من جديد : مواطن يحاصر مدينة أو قرية أو بيتاً أو عشة؟ , افهم إن أجهزة الأمن في أي دولة هي من تحاصر الخارجين عن القانون, ذلك تصرف طبيعي , وحيث توجد الدولة يوجد القانون !! , إذاً ما الغريب في أن يذهب أصحاب بني حشيش إلى ماوية ؟ الخبر يقول : للقبض على احدهم قتل مزارعاً ؟؟ .
القاعدة المهنية تقول إذا عض كلب رجلاً , فمسألة عادية, لكن أن يعض الرجل كلباً, هنا الخبر !!, فإن يذهب أي مواطن إلى أي منطقة في البلاد فمسألة عادية, لكن أن يذهب بعتاد وأسلحة للقبض على مواطن آخر, يكون السؤال : أين أجهزة الدولة ؟ , فحين يقرر المواطن تنفيذ قانونه الخاص , ببساطة ذلك يعني أن الدولة ( مش موجودة ) أو أنها – تخفيفاً- لا تريد أن تكون دولة !!, الأمر في بعده الاجتماعي هكذا يصاغ : إن أصحاب( مطلع ) يستقوون على اصحاب ( منزل ) , ولا يعتبرونهم (رجال) !! وأن جدارهم واطي !! إلى آخره , جرى ترسيخ ذلك في وعي الناس وصاروا يفسرون كل شيء على ذلك الأساس, دعم ذلك أن بعض المسئولين في مشاكل عدة، صادف أن حدثت بين مواطنين بحسب التصنيف إياه, فتركوا مواقعهم ونزلوا مع ( أصحابنا ) وهي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال !!
حين يتحول مسئول يفترض فيه أنه يمثل القانون إلى طرف فقط لاقتناعه أن من يدعمه في بقائه على الكرسي هم اصحابه تكون الكارثة!! , وقد رأينا خلال سنوات كيف أن أكثرهم يأتون بأصحاب البلاد مرافقين ويتركون جنود القانون !! , كيف سيستقيم الأمر وأجهزة الدولة تعزز في أذهان الناس حكاية أصحاب (مطلع ومنزل) في الوقت الذي يغيب القانون فأصحاب مطلع ومنزل مظلومون !! , أقولها بكل تجرد إن هؤلاء الذين نزلوا من بني حشيش مظلومون، فلو أحسوا أن هناك دولة لما تجرأوا على إخراج أسلحتهم ومروا بها من كل نقاط الدولة !!.. وأصحاب منزل مظلومون هم الآخرون ومن يظلمهم غياب الدولة !! , هل يعقل أن تنزل أو تطلع قبيلة والدولة بكل أسلحتها وقدرتها التي نراها في شوارع المدن , ألا تستطيع كبح جماح مواطن بغض النظر من أين يكون ومن يتبع ؟؟
أنا لا أدري حقيقة ما حدث في مصلحة الضرائب بين عضو مجلس الشورى ورئيس المصلحة , لكنه بالاعم جزء من حكاية الترسيخ إياها !! وسيضمها كل فريق –للاسف – إلى اجندته وهات يا تراكم قد يفجر كل هذا الذي نتبجح به في وجوه بعضنا !! . أقولها بالفم المليان إنه إذا لم تؤكد الدولة من الآن حضورها وتقول للناس عبر ممارسات مسئوليها أنه لا مطلع ولا منزل , هي مواطنة حقوق وواجبات ومن خرج عنها فستطاله يد القانون اذا لم ترسخ وجودها كذلك فلا تتعبوا خلونا في هذا العجين إلى يوم القيامه , كل يحمل سلاحه ويدافع عن وجوده !! , اليوم تنهب اراضي تهامه بالطول والعرض والعنوان أصحاب مطلع نزلوا ينهبوا أصحاب منزل ومسئولو القانون يتوزعون حسب الانتماء المناطقي لمن ينهب , وهذا يتم في مناطق مطلع أيضاً حين تنهب الأراضي حول العاصمة وتشم رائحة الانتماء إلى القبيلة هذه أو تلك, هذا الفخذ أو ذاك !! , نريدها دولة تأتي ترسخ في وعي الناس وتصرفاتهم وبعصا القانون أن لا أحد فوق سقفه سواء كان من مطلع أو من منزل , الكل مواطنون, وعلى وسائل الإعلام أيضاً أن تشارك بل هي تتحمل المسئولية الأكبر في الوصول إلى الناس ومنظمات المجتمع الله يشلها لا هي التي اشتلت ولا هي التي انطرحت.