أرشيف الرأي

مفردات لنزاع الأوطان

الفيروسات القاتلة تناضل أيضاً من اجل البقاء في بيئة تنفض عنها غبار القذارة وتنظف مساماتها من أدران الفساد والمفسدين.. كائنات خلقها الله لتمتص الحياة من أجساد الآخرين وتتطفل عليها لتحرمها الحياة والعافية، فحياتها مرهونة بفنائهم، لذا تناضل بشراسة واستماتة وبكل الوسائل والطرق من اجل البقاء، والحياة لن تخلو ابداً من الفيروسات مهما حاولنا استئصالها يبقى عجب الذنب في كل مكان..

ما زالت أذرع الاخطبوط تمسك بمفاصل الضحية، تشل حركتها وتفكر في ابتلاعها من جديد، مازالت مرافق الدولة ومؤسساتها في أيدي الفساد.. ما زلنا نشكو من المدير الدكتاتور المستغل والرئيس السابق الذي يدير اجتماعاته الخاصة في دار الرئاسة والرئيس في غرفه مجاورة يعتذر عن الضجيج لوفود الضيوف المهنئين له بالرئاسة..

من يحكمنا في هذا الوطن رئيس انتخبناه وأملنا فيه النجاة من صراعات يفرضها الواقع المتردي أم رئيس لفظه الشعب وهتف بملايين الحناجر ارحل....وعاد من نافذة العجز ليندد بثورة البلاطجة ويحيي اختيار الشعب لرئيس يراه في خانة النائب مدى الحياة.. لا ندري هل يقصد شعب اليمن الذي خلع الضرس الفاسد أم شعب في مخيلته هو أم شعب جاء به من كوكب آخر؟!

ما زال الوجه الجميل لليمن تنهال عليه صفعات اللئام وتقضم من نصر الثورة المزعوم فهل انتصرنا وما زلنا في ذروة سنام الصراع؟ هل يسمى نصرا الانتقال إلى المستوى الثاني للعبة مستوياتها تزداد عمقا كالحفرة كلما حفرتها تعمقت وازدادت ظلاما لتنذر بابتلاع وطن يلتقط الأنفاس الأولى بعد سبات إجباري وإقصائي عن عوالم الاحياء..

الغموض يلف الأمور بعباءة من عدم الادراك لما ينبغي وما لا ينبغي من الرئيس ومن المرؤوس من يسرق الثورة ومن يحميها ومن البلاطجة ومن "طيور الجنة"؟! هل رحل الرئيس أم على الشعب الرحيل حتى لا يعكر صفو الرئيس إلى متى يصمد باسندوة ومتى يشتد هادي؟

والأخبار المفرحة لندرتها تبكي الشعب الجائع كالمحموم يهذي بحكايات الأمان والخروج من النفق المظلم..

بعض الكيانات التي لا كيان طبيعي لها تتكون من أكوام من العقد النفسية وحيث توجد المستنقعات توجد الهوام العجيبة..
كيان متأزم هذا الرئيس الذي صعب خلعه بكل أساليب الخلع والمبادرات ظل يتغنى بقاعدته الواسعة بين ابناء الشعب والآن عرفنا انه كان يقصد بقاعدته الواسعة ولاية زنجبار وانصار الشيطان وبئست القاعدة فمتى يدرك انه خلع لا رجعة فيه؟!

ما إن رحل كرئيس انتهت صلاحيته ليعتق الشعب الكادح من سمومه حتى عاد كوصي على عباده ينظر للفساد والمفسدين والنجاح والفشل يزاحم الخطباء على المنابر في المساجد ويباري الحكومة في إعداد التصريحات والتعيينات ويعقد المؤتمرات ويهدد بالمناظرات ويملأ الدنيا ضجيجا، ولسان حاله: أنا هنا وكل شيء مربوط بي، كأن الأمر حكرا على سلالته وعلامة مسجلة خاصة به..

الحقيقة لم نجد للمبادرة الخليجية شيء يميزها أو تغيير لواقعنا إنما سيكون لها السبق في استحداث منصب جديد وهو رئيس الرئيس لخدمه المواطن المطحون وربما يلغي التعيين لمنصب النائب لأنه ربما ما زال بالفعل شاغرا إلى اجل غير مسمى..

متناقضات مجحفة بحق هذا الشعب المنكوب بساسته في زمن اظلم عليه ثلاثة وثلاثون عاما عجوز السبعين يحتفي بالسبعين لبلوغه السبعين ولقتله الشعب اليمني سبعه وسبعين مره هذا اللون الأسود الكالح لمخلوق متفحم الإحساس والشعور..

وذكرى شباب في أوج الإنتاج والعطاء لوطن يستيقظ ويصحو ليخضب اللون البيض بالأحمر القاني..

زر الذهاب إلى الأعلى