عودة التجاذبات والخلافات بين الأطراف اليمنية قد لا يبشر بالخير. وعودة الوساطات إلى التحرك على أكثر من جبهة، تشي بأن الأمور لا تتحرك إلى الأمام بالشكل المطلوب، بحسب المبادرة الخليجية التي افترضت انتهاء الأزمة المستمرة في اليمن منذ أكثر من عام.
الحديث عن خلافات بين فرقاء المبادرة الخليجية، وعن سجالات حكومية مع حزب المؤتمر الشعبي العام، بدأت تطفو على السطح مؤخراً، يعني أن هناك عقبات وشكوكاً يجب من الجميع بحثها والتمحيص بها، ووضعها على طاولة النقاش الشفاف، من أجل إيجاد حلحلة لما قد يهدد المبادرة برمتها، وما يمكن أن ينسفها برمتها، ما قد يعيد اليمن إلى المربع الأول، وكأن شيئاً لم يتحقق طيلة الفترة الماضية من جهود دبلوماسية مخلصة من جيرانه.
والحال، أن اليمنيين مدعون أكثر من أي وقت مضى إلى التوحد خلف قيادتهم الجديدة، من أي طرف كانوا، خاصة أن بلادهم مقبلة على استحقاقات مهمة جداً، تبدأ من مؤتمر أصدقاء اليمن في السعودية، ولا تنتهي في ملفات الدستور والعملية السياسية ومشاركة من يهمه مستقبل اليمن فيها.
ولأن الاستحقاقات الكبيرة تتطلب جهوداً كبيراة، فإن أي عراقيل أمام الآليات التنفيذية للمبادرة والالتفاف عليها من هذه الجهة أو تلك، هي مسألة غير حميدة، تستدعي وقفة جادة للنظر في حقيقة إلى أين تسير المبادرة، وهل هناك من لا يريد الخير لها، ولماذا؟. فمستقبل اليمن على المحك، لأن اليمنيين، بطبيعة الحال، ملّوا النزاعات والصراعات التي ما فتئت تنتشر في أرجاء بلادهم التي كانت «سعيدة» في وقت مضى، ويجب أن تعود كذلك.
ولكي يتحقق هذا الأمر، فإن إعادتها إلى سكة التنمية والوحدة السياسية، ورفع شؤون اليمن فوق أي شأن حزبي أو قبلي، هو الغاية التي لا بد أن تكون هدف الجميع. المبادرة الخليجية خلّصت اليمن من هوة عميقة، فهل يتنبه من يهمه شأن بلاده إلى ذلك؟.