[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

قراءة في كتاب "قصتي مع الثعابين"!

بما أن هذا الكتاب لم ير النور بعد، وربما لن يراه أبدا، ولكن صاحب الكتاب حجب النور عن قرائه والمعنيين به لثلاثة وثلاثين عاما في اليمن وجعلهم لا يرون سواه، فقد ولدنا وهرمنا لا نعرف غيره.. ونستطيع بحكم العشرة الطويلة أن نغوص في صفحات حياة هذا الراقص على رؤوس الثعابين من خلال سيرة حياه كلها زعامه وقداسه وتثعلب ومكر وكذب واحتيال لنرى كيف هي قصة الحكيم المسكين مع ثعابين الشعب المفترسين؟

أولا.. تسمية الكتاب بهذا العنوان لها دلالات، إذ لماذا اختار صالح كائن الأفعى بالذات.. هل لأن اليمنيين يشبهون الثعابين، أم لأن صالح فيه من الأفعى الكثير.. ملتوي وغادر.. ينفث السموم في كل مكان وزمان سمومه اوهنت المجتمع اليمني وتركيبته الاجتماعية وحطمت مفاصل الدولة وشلت حركتها عن التقدم والازدهار ..

يقنعك بنعومة الملمس ويفاجئك بالانقضاض الغادر يدعو لحماية شباب الثورة وينسف رؤوسهم وصدورهم بالقناصات.. يلجأ إلى تغيير جلده المهترئ في كل موسم انتخابي أو مرحلة من مراحل حكمه ليأتينا بجلد اكثر قبحا وترقيعا...

العجيب انه يوجد في علم النفس شيء يسمى "الإسقاط" وهو الحاصل مع شخص متأزم كصالح يسقط على الشعب الكادح تهمة الشبه بالثعابين وهو الافعى قلبا وقالبا مع الاعتذار الشديد لكائن الافعى..

ثانيا. صاحب الكتاب كما هو معروف رجل عصامي جاء من تحت الصفر بنا أمجاده الوهمية بعمل يده وبتخطيطه وتدبيره وعرق جبينه وصعد عاليا ليس على أكتاف الآخرين بل على ركام من جثث المغتالين غدرا وقهرا وعلى أنقاض دوله عانقت الفشل..

كان مثال الرجل البسيط الجائع والامي والمتخلف الذي لا يكرر النظر إليه مرتين فهو مجرد عسكري كما في الافلام القديمة.. هذا الرجل أتته الفرصة ليصبح نجم الفيلم.. ورجل له هذه الخلفية العريقة وبدافع الخوف على السلطة وان يكتشف الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب وبغدر الافاعي أقصى بالموت كل من لم يسمع قوله وهو شهيد..
فما هي الثعابين التي واجهت صالح وحلوله ناجعة هكذا ولا تكلفه سوى غدر ساعة أو أمر صرف من خزينة الدولة؟..

ترى ما هي الثعابين التي كان يراقصها صالح هل هي ثعابين الثلاثي المرح.. الفقر والجوع والجهل والتي أحاطت بالشعب اليمني المقهور فكان يصارعها ثلاثة وثلاثين عاماً، من اجل ارساء دعائم حكمه..

أم يا ترى كان يكافح ثعابين الفساد داخل البلاد ونحن لا نعلم فأخذ يريح الشرفاء في منازلهم ويعين المفسدين في اعلى المناصب ليكونوا تحت سمعه وبصره فلا يزيغوا عن الصراط المعوج الذي خطه لهم؟ أم يقصد بالثعابين ذلك الطابور الخفي من الاعوان الذين باعوا الولاء للوطن بأبخس ثمن وعمدوا إلى تمزيق وحدته وفتح الثغرات في جسده الواهن؟

ام يا تراه يقصد بالثعابين افتراءاته وكذبه هو وأتباعه، خُيّل لنا من سحرهم انها افاعي تسعى بيننا فجاءت الثورة تلقف ما يؤفكون وكانت من الاوهام وضرب من نسج العناكب "وإن اوهن الخيوط لخيوط العنكبوت"..

ام لعله قصد بالافاعي تلك القوى الخارجية التي انشأته وغيره كثير لحفظ توازن مصالحها في المنطقة والتي ما زالت تحرص عليه كورقه ضغط وان باتت محروقة.. أم لعله يقصد بالثعابين ذلك الشعب اليمني المضلل بأعلام الدجل وحجر الأساس الذي انتحر لطول الترحال بين مشاريع الوهم الجميل ام يقصد بهم أولئك الحالمين بيمن جديد، الذين أبدا ما كانوا ثعابين أو أي من الزواحف الحقيرة، بل هم حمائم سلام حين رفعوها سلميه وطيور الجنان حين غادرونا شهداء.. ؟

زر الذهاب إلى الأعلى