[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

قاعدة الحضيض!

عندما كنت أقرأ أو أشاهد برامج عن تنظيم القاعدة، كنت أكره التحامل عليهم وتصويرهم كتنظيم مشوه العقيدة والتفكير، كتلك الجماعات الدينية الغريبة التي تظهر هنا وهناك في أرجاء العالم وتعتنق أفكارا غريبة أو شاذة أو حتى سخيفة وكنت استنكر كيف يشبهوننا نحن المسلمين بأناس بلا عقيدة صحيحة أو بأصحاب عقائد منحرفة..

بل كنت اكره برنامج معين يعرض في قناة العربية يتناول قضايا القاعدة بإلحاح وتحليل ويصفهم بالارهاب والمغرر بهم وأحيانا المسحورين كما وصفهم احد العائدين من هذه الجماعة بأن الفرد منهم يؤخذ لتهيئته لدخول الجماعة ويتم ذلك بطقوس لم تقنعني، على أن يتم عمل غسيل دماغ، كما وصف، وحشو رأسه بعد ذلك بأفكار هدامة باطله ظاهرها حسنة وفي مصلحة الدين.. بل أكد أن ما يحدث لهم نوع من التنويم المغناطيسي ليكون العضو بعد التهيئة كبطاقة الذاكرة جاهز للتعبئة الخاطئة وكنت في قرارة نفسي أكره أن يصور الولاء للدين هكذا..

ولكن وككل البشر حين تتغير قناعاتهم باتساع مداركهم تغيرت نظرتي لتنظيم القاعدة ووجدت أنهم بالفعل جماعه مشوهه فكريا، واجتهادها باطل يسحق في طريقه ابسط المسلمات الدينية ويهدم تكوين العقل البشري ويحوله إلى أداة دموية لتنفيذ أوامر بالقتل والتدمير تختتم بهتاف.. "الله اكبر النصر للإسلام"..

والأغرب أنهم يقتلون الشعب اليمني ليهتفوا بعد ذلك "الموت لأمريكا "مما يدل فعلا على أنهم واقعون تحت سحر ما أو سلطة تنويم مغناطيسي أو برمجه معينة تجعلهم يرون اليمني المسكين رجل مارينز أشقر ذو عيون زرقاء وجبالنا القاحلة ناطحات سحاب عملاقة!..

وشيء أخر يدل على أنهم أشخاص مضلل بهم خضعوا لعملية غسل دماغ وتهيئة أولئك الانتحاريون الذين أخطأوا المكان المناسب لانتحارهم.. فالفدائي الفلسطيني حين يفجر نفسه بين اليهود هو شهيد غير المنكر والباطل بأقصى درجات وأساليب التغيير وهو وهب النفس.. لكن رجل القاعدة في بلادنا يفجر نفسه وسط مواطنين موشكين على الانفجار من تلقاء أنفسهم نتيجة الظلم والقهر وسوء المعيشة..
اعتقد ان هذا الفدائي الأحمق أخطأ المكان المناسب ولو أنه غير مبرمج أو منوم مغناطيسيا لكان انفجر حزنا على هذا الشعب المنكوب أو عاد وانفجر في وجه من أرسله ليفجر بالناس.

زر الذهاب إلى الأعلى