[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

رئيس الجمهورية يتطاول على الأسرة المالكة

لم يكن الرئيس اليمني المنتخب المشير عبد ربه منصور في حالة نقاهة أو استجمام خلال الأيام الماضية ، حتى يتسرع باتخاذ قرارات حاسمة مست الأسرة العائلية بضرر معنوي أقل ما يقال عنها - إسقاط لهيبة الأسرة المالكة و تطاول مشروع لرئيس منتخب على مخلفات رئيس مخلوع كان يدعو الله أن يحفظ ملكه و أن لا يكون حال ورثت عرشه من بعده ذلاً وخسرانا .

للوهلة الأولى تبادر لذهني أن قرارات الرئيس تطاول وتسرع غير مدروس العواقب ، خصوصاً ما يتعلق بإقالة اللواء محمد صالح وطارق ومس حرمة الملك والموروث العائلي الذي كان يعول عليه المخلوع في البقاء كلاعب أساسي في المرحلة ، لكن ذلك الاعتقاد تلاشى سريعاً لتكون الحقيقة التي أجزم فيها بأن الرئيس الهادي أتخذ قرارات مصيرية مدروسة على مختلف الأصعدة ومطبوخة في مكاتب اللجنة العسكرية ووزارة الدفاع وكان أخر من يعلم نجل المخلوع وقائد الأمن المركزي .

قد أكون مبالغاً في وصفي لقرارات الرئاسية بالمصيرية لكن أسباب تجعل منها مصيرية بالنسبة لرئيس يخطو ببط نحو حوار وطني يعول عليه أخراج البلاد من مرحلة التسامح إلى أفق التعاون ، واتخاذ تلك القرارات كانت قفزة خطيرة للأمام أراد من خلالها الرئيس أهادي أن يبعث رسائل قوية لثلاثة محاور أساسية كان أقوها للصالح والذي حشر أنفه في الأيام الأخيرة وتدخل في أعمال الحكومة ومارس استفزازات غير مقبولة لرئيس هادي وباسندوة ، فكان رد هادي قوياً وكافياً وهذا ظاهر في ردت فعل اللواء محمد صالح التي جاءت على استحياء وكنوع من المكابرة المعروفة من المراهقين وتصرفاتهم اتجه قرارات الإباء وهذا وضع تمرد محمد صالح غير المجدي للمخلوع والعائلة .

في المحور الثاني أراد أهادي أن يطمئن الثوار و أن يلبي مطالب الأحزاب وأن يمتص الحماس والحراك الثوري ، فكان له ما أراد وحظي بتأييد شريحة كبيرة من القوى التي رفضت المشاركة في انتخابه واسقط عنهم الحجة التي رددوها "ما نشي عبد ربه ..علي صالح يلعبه " وكان وضوح هذا التأييد في المباركة المجازية لشجاعة القرار و الانتقاد البارد لعدم شمول قائد الحرس والأمن المركزي والفرقة به .

في السياق الآخر لم يتجاهل الرئيس هادي دور تأييد الخارج و الأساسي لإنجاح المبادرة و الدور الخليجية والسعودية بالتحديد والتي أعطت الرئيس هادي الضوء الأخضر لاتخاذ مثل هذه القرارات ، ولا يستبعد أن تكون زيارته القصيرة للرياض بهذا الخصوص ، وبهذا يكون هادي قد رمى الكرة في ملعب الخارج ليمارس ضغوط حقيقة على المخلوع تجبره على الاعتزال الفعلي للسلطة وقد بداء ذلك جلين في مباركة الدول الراعية لقرارات الرئيس .

إن الأيام القادمة كفيلة بالأفصح عن أبعاد تلك القرارات ومدى تأثيرها على مسار الوفاق الوطني والحوار الجاري التحضير له على مختلف الأصعدة ، وقد تكون الأسابيع القادمة حبلى بالمفاجآت الرئاسية .

زر الذهاب إلى الأعلى