قبل الحديث عن اي حوار أو دعوة لمؤتمر (وطني) ..ارى –شخصيا- وانسجاما ومواكبة، مع الاحداث الساخنة و(الدامية) والاستثنائية الحرجة التي تمر بها محافظة ابين جنوبي اليمن، منذ اكثر من عام ونيف والتي تمثلت باجتياح (عناصر) تسمي نفسها "انصار الشريعة" وما هم –في حقيقة الامر- إلا انصار للمكيدة والوقيعة!
وقبل الولوج في تنقية (الملعب) وتنظيفه من الشوائب العالقة والاجسام الغريبة(الدخيلة) والمزروعة في (بعض) اجزاء الجنوب المنكوب، وخاصة محافظة ابين الباسلة الابية الصامدة، من قبل (عناصر) فقدت مصالحها، فوجدت نفسها، تغرد خارج اسوار (القصر) منذ اكثر من شهر! ..
قبل هذا وذاك .. فأني وكرئيس لتيار المستقلين الجنوبيين، وكمواطن جنوبي، تمتدُ جذوره إلى محافظة ابين وكواحد، ممن يرفضون سياسات (اللعب) في الوقت (الضائع) من قبل (الفاشلين) الذين لا همَّ لهم، سوى حبك المؤامرات، وخلط (الاوراق)، وارباك، وتعطيل حركة سير الحياة، في (بعض) المحافظات.. وخاصة الجنوبية!..اجدُ من المسؤولية (الوطنية) اولا ان ننظف بيوتنا، من الداخل، قبل ان ننخرط، في اي حوار شامل ومتكامل.. وهذه هي رؤية تيار المستقلين الجنوبيين للاوضاع الراهنة والتي انتجتها، فترة ما بعد 21 فبراير 2012م
ولهذا ادعو بصفتي رئيسا بالنيابة للتيار إلى عقد مؤتمر "ابيني-أبيني" قبل الانحشار في اي مؤتمر ثانوي عبثي!
فبلادنا الجنوب ..تمر بأصعب واحلك واسوأ واقسى (الظروف) المفروضة عليها، من خارجها، وبفعل (عناصر) معروفة ومكشوفة ومفضوحة، مهما حاولت التخفي وراء ستار "الشريعة " الاسلامية التي لم نعرف لافعالها مثيلا، على مدى التاريخ القريب والبعيد لليمن عامة، والجنوب على وجه الخصوص!
اننا في التيار، نتوجه بالدعوة إلى كل الاخيار والشرفاء الاحرار، في مختلف محافظات الجنوب، وخاصة ابين الجريحة للجلوس على طاولة حوار مفتوح، نقف فيه على اهم وابرز المعوقات والعقبات التي تعترض مسيرة التنمية والبناء "الجنوبي الجنوبي نحو مستقبل حر وزاهر وآمن لكل ابنائه!
ان ما يجري الان، حتى وقت كتابة هذه السطور، في مديرية لودر الابينية، من قتل وتنكيل ونهب وسلب، تقوم به تلك العناصر الاجرامية المارقة، تحت مسمى "انصار الشريعة" ونظرا لاتساع رقعة المعارك واقتحام معسكرات للجيش اليمني النظامي جديدة، اضافة إلى تلك التي تم اقتحامها في وقت سابق في زنجبار وجعار و..و....كل ذلك يستدعي اليقظة والحذر وعدم التهاون من قبل من تعز عليهم اراضيهم واعراضهم المنتهكة .. وعليه ندعو إلى الاسراع في عقد مؤتمر حوار ابيني- ابيني ومن ثم "ابيني –جنوبي" ومن ثم "جنوبي –جنوب" ومن ثم "جنوبي –شمالي" ومن ثم حوار (وطني) شامل، كما تدعو له الآن اطراف اللعبة السياسية اليمنية!
فلن تتحقق اية نتائج مرجوة، من حوار وطني، دون حل القضية (الابينية) اولا ومن ثم (الجنوبية)!
اقول قولي هذا، متيقنا ومدركا ومستوعبا، لكل الظروف المحيطة بنا -داخليا وخارجيا - وعلى الدول الشقيقة والصديقة، ان تمهد لهكذا حوارات (فرعية) ضرورية، قبل الولوج في حوار وطني متكامل، ان كانوا فعلا (حريصين) على مصالحهم في المنطقة!