من المعروف أن الكلية العليا للقرآن الكريم هي كلية أهلية خيرية معنية بتدريس القرآن الكريم وعلومه وأغلب طلابها وطالباتها ينتمون إلى أسر مستورة الحال من ذوي الدخل المحدود ولكنها غنية بأخلاقها وحبها لكتاب الله بل إن أغلب الطلاب يأتون من مناطق نائية ريفية دفعهم إلى الكلية عاملان الأول رغبتهم الكبيرة في التزود من معين الرحمن الذي لا ينضب والثاني كون الكلية خيرية لا تأخذ رسوم على طلابها وطالباتها عدا الرسوم السنوية 3500 ريال يمني .
ولكن منذ العام الماضي بدأت إدارة الكلية تحت ذريعة العجز المالي بحث طلابها وطلاباتها على التبرع ولم يقصر المقتدرون وقدموا ما يستطيعون . ولكن هذا العام اتخذت إدارة الكلية قراراً بفرض رسوم دراسية على كل طالب قدرها 20 ألف ريال وهو مبلغ زهيد في نظر البعض ولكنه كبير للأسر ذات الدخل المحدود وبالنسبة لغالبية الطلاب الذين لا يجدون مصاريف المواصلات بل هم مغتربون عن الأهل والأحباب في سبيل حفظ كتاب الله وإتقان علومه . ولكن المؤلم هو ما قامت به إدارة الكلية من حجب نتائج الطلاب والطالبات للعام الماضي بغرض الضغط عليهم ودفعهم لدفع الرسوم الغير قانونية بل قامت بحرمان طلاب المستوى الرابع يوم أمس السبت من الاختبار وطلاب المستوى الثالث اليوم بحجة عدم تسديدهم للرسوم الجديدة المقررة . ما دفع الطلاب والطالبات للاحتجاج والاعتصام الأمر الذي دفع إدارة الكلية إلى التهديد بمحاكمة الطلاب المعتصمين والرافضين للإتوات والرسوم الجديدة بسبب عدم قدرتهم على دفعها .
وهنا نوجه نداء لعميد الكلية الثائر الدكتور عبدالرقيب عباد هل تحلل الثورة لنفسك وتتغنى بمعانيها وقيمها على سهيل ومنبر الستين ومنبر ساحة الجامعة وتحرمها على الطلاب والطالبات الرافضين للظلم والتعسف وهل هذا من باب قول الشاعر:
أحرام على بلابله الدوح ** حلال للطير من كل جنس
فإذا كنت صادقاً في أقوالك وأفعالك فيجب أن نرى منك موقفاً قوياً يعزز ذلك تستجيب من خلاله لمطالب الطلاب والطالبات وتلغي هذا القرار التعسفي الجائر بحق حفاظ وحافظات كتاب الله الكريم . فأهل الخير كثر ولن يتورعوا عن دعم القرآن الكريم وأهله فهذا يسيء لكم وللكلية كون ترخيصها كان على أساس أنها خيرية وهذا قد يضعكم أمام مشاكل قانونية وقبلها إنسانية .
أما إذا كانت الثورة حلال في شارع الجامعة وحرام أو ممنوعة أو غير عادلة في الكلية العليا للقرآن الكريم فهذا دليل واضح على إزدواجية المعايير والقيم وعلى خلل كبير في فهم معاني الثورة والحرية ومشروعية التظاهر والاحتجاج للمطالبة برفع ظلم أو استعادة حق .
من هنا أعلن تضامني الشامل مع حركة الاحتجاج للطلاب والطالبات وأدعو جميع الصحفيين والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني وحكومة با سندوة أن تقف معهم وتساند مطالبهم . لأن الحرية والعدالة والمساواة لها وجه واحد ولا تعرف النفاق أو التمييز أو المجاملة .