يتجه اليمنيون في الأيام القادمة - بكل أطيافهم وتوجهاتهم ومكوناتهم إلى الجلوس على مائدة مستديرة واحدة لا فرق فيها بين شمالي أو جنوبي أو حراكي أو حوثي أو قاعدي فالكل سواسية كأسنان المشط , وجلوسهم هذا ليس لتناول وجبة طعام مشتركة - عيش وملح - أو لمضغ القات - التخزين- أو لاستعراض العضلات , ولكن لأمر جلل وعظيم وطارئ وهو "الحوار الوطني" للخروج بالبلاد من أزمته الراهنة ومشكلاته المتراكمة والمتجددة دائما" بأثر رجعي..
إن المأمول من هذا الحوار مناقشة كافة القضايا دون استثناء وعلى رأسها "القضية الجنوبية" أم القضايا اليمنية .. فإذا لم يستطع المتحاورون حل هذه القضية المحورية , فإنهم لن يستطيعوا حل أي مشكلة أخرى ولو كانت بسيطة لان المشكلات الأخرى هي نتاج لهذه القضية فمشكلة صعدة مثلا"ماكانت لتحدث إلا عندما شعر "الحوثيون" إن النظام أهمل أو تجاهل القضية الجنوبية العادلة التي بدأت في أعقاب حرب الانفصال في العام 1994م وكذلك ظهور "القاعدة" في هذا الظرف وتكاثرها بهذا الحجم وتمددها في مناطق مختلفة من اليمن وأصبحت تشكل خطرا" يهدد مستقبل اليمن وخضوعه تحت طائلة التدخلات الدولية وما يحدث في العراق ليس ببعيد عناِ ..
وقفة أخيرة :
اعتقد – جازما" – إن حل للقضية الجنوبية وبقية القضايا الأخرى الشائكة التي يعاني منها اليمن , ليس بالانفصال أو فك الارتباط , كما يسعى إخواننا في "الحراك الجنوبي "أو بإعادة إنتاج أو تكريس نظام الحكم العائلي - الامامي , كما يسعى "الحوثيون" لتطبيقه في صعدة .. فكلا الحلين غير صائبين ولا يلبيان طموحات الشعب اليمني في الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بل على العكس من ذلك ستنشب حروب طاحنة معلوم مبدأها , ولكن لايعلم احد متى ستنتهي إلاّ الله تع إلى ..
فالفيدرالية - في اعتقادي- هي الحل السليم لنظام الحكم في اليمن – في المرحلة الراهنة - و الذي يضمن استقرار اليمن ويراعي التنوع الثقافي والحضاري والأخلاقي للإنسان اليمني والحفاظ على الهوية المتميزة للمناطق اليمنية و بغض النظر عن تمركز الإنسان والثروة هنا أو هناك , فالمهم هو بقاء وحدة اليمن وحمايتها , لأنها تعتبر الضمانة الوحيدة لاستقرار اليمن وبوابته للنهوض الاقتصادي والاجتماعي ومواكبة اليمن لعجلة التطور الشامل في العالم .