أرشيف الرأي

لا يكفي قبول الحوثيين بالحوار!

لعل الحوار الوطني المأمول في اليمن يجب أن يكون على أساس واضح ومعروف أو له قاعدة ثابتة ومفهومة.. أما أن نفرح أن الحوثيين قد قبلوا بالحوار وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء ومزارع الألغام لم تحصد كلها بعد وهي بانتظار الأقدام البريئة والمعفرة بتراب السعي وراء الرزق..

ان نفرح بقبولهم الحوار ونعتقده بداية انفراج الأزمة ونتمنى دخول القاعدة في الحوار فهذه مهزلة فمن نحاور وكيف نحاور قتله.. هل نحاور عملاء إيران ومن يحلموا بتجزئة اليمن إلى دويلات كي تقوم دويلة آل البيت الخاصة وأهل البيت منهم أبرياء..

نحاور من يعتقدوا قتلاهم شهداء لأنهم اعتدوا على طلاب علم ومواطنين أبرياء.. نحاور من فكرهم باطل ويدرأوا نفاقهم بالتقية والأولى أن يستتابوا على نفاقهم.. نحاور من يغرروا بأبناء الوطن ويشتروا ولائهم وذممهم بأموال إيران ويزرعوا في عقولهم أفكارا لا تمت إلى وحدة الوطن وسلامة الدين بصلة..

الحوار الوحيد المناسب مع الحوثيين هم دعوتهم إلى كلمة سواء ومناظرتهم حتى يعود من عاد عن غيه وإلا فالعداء وليس الحوار.. الحوار لا يكون معهم الا بتبصير أتباعهم المغرر بهم ببطلان وزيف معتقداتهم وحينها لا يبقى معهم إلا من كان على ضلالتهم وعدائهم للشعب اليمني..

وعندها فقتالهم واجب بحكم عمالتهم لإيران وخيانتهم وزعزعتهم لأمن الوطن وقتلهم الأبرياء وزرعهم الألغام التي يعد وضعها بحد ذاته جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي وليس القانون اليمني المتخاذل أمام جبروتهم..

فهل نستبشر بإقامة حوار على أرضية هشة من المصالح المبطنة والنوايا الخفية يكون أشبه بحوار الطرشان؟..

فليتحاور أبناء الوطن الواحد من يحرصون على وطنهم وليس على مصالحهم الشخصية ومصالح دول خارجية تمدهم بالمال و السلاح للقضاء على امن واستقرار المنطقة العربية بأسرها..

سيظل المجوس وأذنابهم من الحوثية أعداء للدين والعرب وان اختلفت التسميات والآراء، والحوار مع الحوثية، كما هو مع القاعدة مجرد عبث وتضييع للوقت حتى يستشري خطرهم أكثر ولن يخرج الحوار معهم إلى طريق واضح أو تفاهم بين الفرقاء والنقائض.. بل إن الحوار مع الحوثية أما أن يحرمهم إقامة الدولة التي يحلمون وهذا ما لن يقبلوه وإما أن يعطيهم الوقت للمراوغة وكسب المزيد من الأتباع لفكرهم الذي ينتهج إظهار خلاف ما يبطنون.. وأرى أن حوار الطرشان هذا قد يمتد إلى أعوام قادمة ما دام كلا يغني على ليلاه.

زر الذهاب إلى الأعلى