آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

من أجل استقرار اليمن

تثير أعمال العنف التي تضرب في اليمن، واشتدت حدتها خلال الأيام الماضية، هواجس من تأثيراتها على بلد تخطى مراحل الشد والجذب بين الشعب والنظام، بشكل توافقي ديمقراطي أنقذ اليمن مما هو أسوأ، لكن هذا البلد الشقيق لا يزال يعاني فراغاً أمنياً يعززه عجز الجيش عن حسم المعارك مع جماعات مسلحة، تتخذ من محافظة أبين معقلاً لها منذ أكثر من عام.

وفيما تتو إلى التحذيرات من أن يؤدي اتساع الفراغ الأمني في اليمن وتصاعد العنف بين قوات الأمن والجماعات المسلحة، إلى الإخلال أو المساس بعملية التسوية السياسة التي تعبرها البلاد، في ظل تباطؤ، وربّما حالة من التمرد، في تنفيذ قرارات الرئيس عبد ربّه منصور هادي المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش، لا سيما في ظل توصيف البعض لعملية نقل السلطة بأنها «لم تكن حاسمة» مما ترك ثغرات استغلتها بعض الجماعات في توسيع نشاطها..

تتو إلى أيضاً الدعوات إلى أصحاب القرار السياسي، لبذل كافة الجهود الممكنة لتجاوز كل المعوقات في هذه المرحلة، التي أبصرت النور بعد توافق فريد من نوعه، ميّز اليمن عن غيره في خضم هذا «الربيع العربي» الذي شهدته المنطقة ولا تزال.

وبعد هذا التوافق اليمني، الذي لم تعكر صفوه أعمال العنف وبعض الخلافات السياسية والعسكرية التي وقعت خلال الفترة الماضية، تبقى عيون اليمنيين على مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سينعقد أواخر مايو الجاري، ويحتاج إلى عمل دؤوب لإنجاحه، حيث ستتحدد خلاله أوجه الدعم الفني والمالي، بما يسمح لليمنيين بتجاوز هذه المرحلة الانتقالية والتعامل مع الاحتياجات التنموية والإنسانية الطارئة، فضلا عن حشد الدعم السياسي لإنجاح تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومساندة اليمن في التغلب على الصعوبات التي تواجهه.

وكل ذلك يؤكد ضرورة إتمام كافة حلقات العملية السياسية، والقرارات المرتبطة بها، مع تكاثف الجهود لإعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية وبنائها بشكل أكثر قوة وتماسكا، وبما يجعلها قادرة على دعم جهود القيادة السياسية في مواجهة «الإرهاب»، وأولئك الذين يسعون لضعضعة استقرار اليمن، دون أن ينفصل ذلك عن تكاتف وتلاحم الشعب اليمني الشقيق، لبناء يمن جديد أكثر قوة وازدهاراً واستقراراً.

زر الذهاب إلى الأعلى