اتسع الخرق على الراتق ،ومهما كان حجم الدعم الاسعافي الذي تمخض عن مؤتمر اصدقاء اليمن في الرياض فإن متطلبات واولويات اليمن تحتاج إلى مايشبه خطة مارشال، لزحزحة هذا البلد المغلوب على فقره ، من حافة الهاوية إلى النقطة الآمنة .
هذا على الصعيد العربي والدولي ،اما على المستوى الداخلي فإن على حكومة الوفاق الاستفادة من التجربة الماليزية ،والاستفادة من رؤية المستشارين الدوليين الذين عينهم البنك الدولي للحكومة اليمنية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق السيد مهاتير محمد الذي يمكن لليمن اسقاط استراتيجيته التنموية ،المعروفة ب"ساج" الرامزة إلى :السياسة الاقتصادية الجديدة على واقعها ،وبمراعاة الخصوصية اليمنية في تعدد منابع الثروات الوطنية ومقومات الاستثمار والحياة وفي عدم تعدد الاعراق داخل المجتمع اليمني الواحد وبأخذ غيرها من الاعتبارات الطبيعية والجغرافية، نجد ان اليمن لن تستغرق الوقت الذي احتاجه النمر الاسيوي لتطبيق خطة مهاتير والخروج بماليزيا من عنق الزجاجة.
وعلى اليمنيين ان يثقوا جيدا في ان المستقبل افضل فيما لو وضعوا الوطن في اليد وليس في القلب ،فالقلب موطن العاطفة واليد أداة العقل والعمل .هذا هو قدر اليمني دوما“....يد تبني غدا ..ويد تحرس مجد الوطن". وفي منعطفات التحول وميادين التنمية ، تكون زبر الحديد اجمل في عين الوطن من ورد نيسان وشقائق النعمان.
وعلينا أيضا ان نتذكر أنه بالرغم من كل عمليات الاستنزاف التي تعرضت لها ثروات البلدة الطيبة ومواردها إلا أن ثمة جداراً لم ينقض ومازال الكنز تحته.
وإذا كان الحديث عن المستقبل يستدعي “لا إراديا" النظام السابق باعتباره المناقض الموضوعي فإنني ومن باب اذكروا محاسن موتاكم اتحدث عن “حسنة في 33سنة" تحسب له لاعليه وهي عدم قدرته على استحلاب بقية المبلغ الذي التزم به المانحون في مؤتمر لندن 2006وبلغ اجمالي المسحوب منه 5 %.
اوقف المانحون المبلغ المتبقي ليس لأن ارباب النظام السابق عجزوا عن اعداد دراسات وتحديد اولويات بل لأن البنوك الاجنبية استقبلت ايداعات يمنية جديدة في حسابات بعض الاشخاص مع تسلم اليمن اول دفعة من التزامات المانحين، لكن المانحين الآن لديهم طمأنينة في ان الدعوم التي سيقدمونها لليمن لن تعود إلى بنوكهم على شكل ايداعات وأنها ستجد طريقها المعبّد إلى التنمية واليمنيين، خاصة بعد اغلاق طريق رأس الرجاء الصالح.