كان الشاعر الشجي امل دنقل لاينام الا بعد ان يطمئن على شروق الشمس على ماء النيل، ولم يكن ثمة جديد تشرق عليه الشمس غير ماء النيل وقصائد دنقل .
وبالنسبة لصحفي يمني، ساعته البيولوجية عاطلة عن الزمن، ويعمل بتوقيت ساعة احمد مطر، تلك التي يدق منبهها صباح كل يوم :"يابن العرب ..قد حان وقت النوم "، ولم يحدث ان استيقظ والشمس على "جبل نقم" الا لأمر جلل، كان لابد ان تشرق الشمس على رأسه –السبت الماضي -وهو في طريقه لاسترداد اموال اليمن المنهوبة، بصفته يمنيا يملك عدة اسهم في هذه الاموال، فيما لوا عيدت إلى بيت مال المسلمين وتحقق مبدأ عدالة توزيع الثروات .
هل هناك "امر جلل" اكبر من 38 ملياردولار "منهوبة "وفي رواية "50"ويتملكها شخص واحد من النظام الافل في بنوك ودول خارجية .
المبادرة الشعبية التي اطلقت الأسبوع الماضي بخصوص عملية استرداد الكنز المنهوب، تلقي حجرين في ماء سد مارب وماء الوجه الراكدين وتشعر اليمنيين ان لديهم ما يستحق الصحو لاجله، قبل ان تخرج ذكاء من خدرها .
ونظرا إلى السياسة الاتكالية المفرطة وما كرسته من برامج "الدولة العالة " التي لا تعيش الاعلى المعونات والقروض وسمن الجارة، القت صرخة غسان ابو لحوم المنسق التنفيذي للمبادرة الحجر الثالثة ليس في الماء وإنما على زجاج النظام السابق و ظلت قمرية النظام اللاحق على مرمى حجر باعتبارهما شركاء متشاكسين في الجريمة والغنيمة، إذا استمر صمت النظام الحالي وعدم اخذه الثروات اليمنية المنهوبة على محمل الجد والمسؤولية مع انه لا بوادر لمحاصصات شخصية للفيء والحق العام تلوح في افق التسويات .
والصرخة الغسانية اشبه بالغضبة المضرية، في استعادة الكرامة المنهوبة ايضا واستنهاض الذات اليمنية التي تعرضت لسلسة من الاهتزازت والاستلاب المزمن .
"نريد ان نخفف عنكم عبء مساعدتكم لنا .." هذا هو مضمون المبادرة وخلاصة الصرخة في جملة رسائل وجهها الاخ غسان إلى اوباما والمجتمع الدولي .
أضف إلى معلوماتك ان بإمكان عشرة مليارات من الدولارات "فقط لاغير"من اجمالي المنهوب العام ان تردم الفجوة التمويلية المطلوبة لانعاش الاقتصاد الوطني وبإمكان الاموال المتبقية ان تخفف عن اليمنيين عبء الديون الخارجية وعن المجتمع الدولي عبء الاعالة .
هي مهمة وطنية قبل ان تكون مبادرة شعبية وليس امامنا غير استرجاع الموجود بدلا من البحث عن المفقود ومن غير اللائق ان يدلي وزير التخطيط بان دولته ستطالب مؤتمر المانحين بـ10مليارات ا وان تعتبر حكومة الوفاق عودتها بأربعة مليارات من السعودية انجازا في حين توجد عشرات المليارات منهوبة تنتظر منحها تذكرة إياب إلى موطنها الاصلي .