[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

إلى رحاب الخالدين يا نايف العطاء

وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما

عندما يغيب الموت شخص بحجم امة نتذكر هذا البيت لوصف حجم الخسارة التي تحل بوفاة عظيم في مكان ومكانة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز طيب الله ثراه الذي ان غاب عنا بشخصه فسيظل خالدا بأعماله ومآثره وستظل الاجيال تتذكره بما قدم لوطنه وامته العربية والإسلامية من اعمال جليلة ومنجزات يستعصي على الايام نسيانها أو طمسها.

لقد كان نايف بن عبد العزيز يرحمه الله ومن خلال كل المهام التي تولاها نموذجا حيا للمسئولية فقد كان يعطي للحزم حقه وللحلم حقه ولذا فقد كان مدرسة للأمن العربي وصمام امان باراء ه وأفكاره النيره وصاحب عطاء شمولي تجاوز حدود بلاده لفائدة كل الناس وبالذات في وطنه الكبير العربي وأمته الاسلامية .

ويحتار الانسان من اين يبدأ في الحديث عن نايف فسيرته ملأ السمع والبصر عبر رحلة من العطاء امتدت لأكثر من ستين عاما اتسم خلالها بإنسانية فذة وتواضع جم وإصغاء لكل مظلوم وكان شديدا على كل المفسدين المعتدين على حرمات الدين ومكتسبات الوطن من الارهابيين الذين تكللت جهوده بدحر اطماعهم وجعل المملكة دوحة امن واستقرار يندران يوجد مثيلا لها في العالم .

وبترؤسه للجنة الحج العليا لسنوات عديدة اسهم صاحب السمو الملكي الامير نايف يرحمه الله في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير الامن للحجيج رغم تربصات بعض الطامعين بامن الحجيج ومحاولة تكدير صفو هذه الشعيرة العظيمة ووضع رحمه الله بحزمه وحنكته وبعد نظره حدا لمطامعهم ليغدو بلد الله الحرام مثابة للناس وأمنا .

محطات كثيرة في سيرة الامير نايف لا يسع الانسان الا التوقف عندها كنماذج لخيريتيه وانتماءه لدينه ووطنه فجائزة سموه للسنة النبوية وعلومها اهم مؤسسة في العالم الاسلامي تعنى بالسنة النبوية ومنجزاتها كبيرة وشاهدة لسموه بخدمة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب كراسي الابحاث العلمية في الجامعات التي تعنى بهذا الجانب .

اما جهود سموه في بناء مؤسسات الدولة ودعم منظمات المجتمع المدني والمبادرات الانسانية في المملكة فهي اكبر من اتحصر فهو الرئيس الفخري لغالبية اللجان والجمعيات التي تعني بهذا الهم فهو رئبس مجلس القوى العاملة الذي يخطط ويدرس كيفية توظيف الشباب وتمكين القوى العاملة من اخذ دورها في المجتمع وهو المشرف العام على جمعيات ولجان الاغاثة العربية الاسلامية في المملكة وهو الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب .

هذه مؤشرات بسيطة عن بعض مجالات عطاءه يرحمه الله وإسهامه مع اخوانه من الملوك والأمراء الميامين في بناء هذا الكيان الشامخ والصرح العظيم المملكة العربية السعودية منذ وضع المغفور له بإذن الله المؤسس الملك عبد العزيز اللبنات الاولى لهذا الكيان الذي اصبح اليوم احد الاقطاب المؤثرة في العالم سياسيا واقتصاديا وقطب الرحى للعالم العربي والأمة الاسلامية وخاصة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اسس قواعد الحوار بين ابناء كوكبنا الارضي بمختلف اجناسهم ومعتقداتهم ووضع المملكة في المكانة اللائقة بها في مختلف الاصعدة عالميا .

واخيرا اذا نعزي انفسنا بهذا المصاب الجلل لنتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي بخالص العزاء وصادق المواساة والعزاء موصولا إلى امتنا العربية والإسلامية التي فقدت واحدا من ابرز رجالاتها ونرفع اكف الضراعة والابتهال إلى الله سبحانه وتع إلى ان يجعلنا عزائنا في فقيدنا رحمة منه عليه وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان .

زر الذهاب إلى الأعلى