أن يصدر الحزب الإشتراكي اليمني - منفردا ودون عودة لشركائه السياسيين وحلفائه الثوريين - بيانا خطيرا وغير مألوفا وبلهجة حادة فهو امر مثير ويستدعي الاستغراب، ويحمل ورائه إشارات ربما تبدو مبهمة أو تخفي ورائها أزمة عميقة.
البيان المشار إليه تزداد اهميته من كونه صادر عن اجتماع مشترك لاعلى هيئتين قياديتين في الحزب - المكتب السياسي والامانة العامة - وتكمن غرابته أن الحزب لم يعد كغيره من شركائه السياسيين يصدر بيانا بهذه الأهمية منفردا بل ضمن تكتل اللقاء المشترك.. فلماذا هذه المرة كان الحزب وحده؟؟
هل تخلى شركاء المشترك عن القضايا التي يتبناها الإشتراكي فكان مضطرا لتفرده بالبيان الحاد؟؟ ام أن الاشتراكي اصبح زاهدا في تحالف المشترك؟؟ بالطبع كلا الخياران مرير..
قبل ذلك كان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قد أصدر بياناً ينتقد فيه سياسة الإقصاء بعد تجاهل تمثيل الناصري كأحد اهم الأحزاب السياسية وأحد أهم أضلاع المشترك.
ومع ذلك ظل أكبر أحزاب المشترك - التجمع اليمني للإصلاح - ساكتا تجاه الوضع وهو الامر الذي قد يفهمه البعض أنها امتعاض من الحزبين وسكوت رضا لدى الإصلاح مما تمارسه سلطة الوفاق!!.
فلماذا إذاً.. كان المجلس الوطني لقوى الثورة أمس الأول هو من يلتقي الرئيس هادي ليعاتب ويبين موقفه من بعض القضايا وكان الإصلاح ممثلا بأكثر من شخص في اللقاء.
فوق ذلك تفاجأت أن الموقع الإخباري الرسمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح - الصحوة نت - يحتفي وعبر صفحته الرئيسية ببيان الإشتراكي كتعبير واضح عن ترحيب قبول أو رضا.. لا ادرى إن كان الأمر تنسيق وتبادل أدوار.
بالمناسبة قرأت أمس في مقابلة أجرتها الوسط مع الدكتور محمد عبدالملك المتوكل نائب الأمين العام لاتحاد القوى الشعبية تعليقا له عن تحفظ المشترك تجاه بعض القضايا حيث يقول الدكتور المتوكل "- سمعت ان الناصريين واتحاد القوى الشعبية والحق اعترضوا... وليس هناك مبرر من الاعتراض إلا إذا كان الاعتراض على قضايا محددة، وعلى الرغم ان الاشتراكي أصبح ينحاز إلى الإصلاح أكثر من اللازم، ولكن أدرك ان ذلك يمثل حكمة عند الدكتور ياسين"!!.
هنا فقرتين لم أستوعبهما من استاذي المتوكل الاولى التي قال فيها انه سمع اعتراض "إتحاد القوى الشعبية" غير المبرر والسماع من نائب الأمين العام امر غريب!!، كذلك لم أفهم ما يعنيه بالضبط الدكتور المتوكل حين كشف بأن الإشتراكي أصبح ينحاز إلى الإصلاح "أكثر من اللازم".. إذ ليس بمقدوري معرفة الحد "اللازم" أو "المسموح" للقوى السياسية في خياراتها ومن هو المخول بتحديد اللازم والمتعدي!!.
لكنني رغم السنوات ما زلت أستوعب جيدا تصريح قاله الدكتور المتوكل في عام 2005 أو أوائل 2006 معلقا عن آثار إنسحاب بعث قاسم سلام من المشترك وهل سيؤدي ذلك إلى تفكك المشترك.. كان تعليق الدكتور المتوكل يوضح أن ذلك لا يؤثر على مستقبل المشترك وإن تكرر في تجربة مشابهة إذ أوضح المتوكل ان تكتل اللقاء المشترك يقوم أساسا على ركنين اثنين هما الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح.. وأنا هنا لا زلت معجبا بما قاله الدكتور المتوكل وأظن أن تحالف المشترك أشبه بمثلث متوازي الأضلاع.. الناصري والإشتراكي والإصلاح أضلاعه الثلاثة.. والبقية قد تتحول إلى مجرد تفاصيل رغم أهميتها واحتياج الوطن لها!!!.