في الذكرى الثلاثين لرحيل شاعر اليمن الكبير ونجمها الفضول عبدالله عبدالوهاب نعمان
لَسْتُ أَبْكِيْهِ،
لِأَنَنِيْ لَسْتُ أبْكِيْ الرِّجَالَ بِدَمْعِ النِّسَاء
فَإِنَ الدَمْعَ فيْ مِثْلِهِ لَاْيَكُوْنُ عَزَاء
فَطَبْعِيَ لَيْسَ إِلَاْ كطَبْعِ الرَجَاْلِ
فَإنَ الرِّجَاْلَ لَيْسَ تَبْكيْ الرِّجَاْلَ بِغَيْرِ الزَغَاْرِيدْ
ولَيْسَ بِغَيْرِ إبْتِسَاْمِ الوَلِيدْ
،
ولَيْسَ بِغَيْرِ إمْتِدَاْدِ السَمَاء
ولَيْسَ بِغَيْرِ وِسَاْعِ الْعِيُوْنِ
مِلَاْحِ الخُدُوْدِ
ولَيْسَ بِغَيْرِ تَرَاْتِيْلِ رَجْعِ النَشِيْدْ
ولَيْسَ بِغَيْرِ الْغِنَاء
ولَيْسَ بِغَيْرِ صَهَوَاْتِ الجِيَاْدِ
ورُوْحِ الشَهِيدْ
إنَّ دَمْعَ المُقَلْ
يَكوْنُ نِفَاْقَاً عَلَىْ مِثْلِهِ
تَاْفِهَاً فيْ المكَانْ،
أَوْ رُبَماْ رِحْلَةً تَسْرَقُ وَمْضَةً فِيْ الزَمَانْ...
فَدَمْعُنَاْ لَيْسَ كدَمْعِ الْعَمالِيْقِ مِنْ صِنْفِ هَذَاْ الرَجُلْ
فَلَيْسَتْ دَمْعَنَاْ تَوْأَمَاْنْ
فَدَمْعُ الْعَمالِيْقِ مِنْ صِنْفٍ هَذَاْ الرَجُلْ
إِذَاْ مَاْبَكَوْا.
.
تَرَىْ الْفَجَرَ يَضْحَكُ تحْتَ شَلَاْلِهَاْ
كالصَبِيِّ تَرَآهُ يُقَهْقهُ
يَسْرَحُ
بِكلِ الطُّهْرِ يَلْعَبْ
كأنمَا تحْتَهَاْ يَغْتَسِلْ
بِآيَاْتٍ أَتَتْ مِنْ رِيَاْضِ الجِنَانْ
فَفِيْ رَاْحَتَيْهَاْ
أَكُفُ العَمَاْلِيْقِ مِنْ صِنْفِ هَذَاْ الرَّجُلْ
أَرَاهَاْ..
أُحَسُّ بِهَاْ تَسْتَرِيْحُ السَّماء
تَتَهَادَىْ في شَوَاْطِئِهَاْ الْبُحُورُ
يَنُوْءُ عَلَيْهَاْ بِكَاْهِلِهِ المَكَانْ
يَنَامُ الزَّمانُ
يَنَامُ الزَّمانْ
أَقْسَمْتُ حِيْنَ مَاْتَ أَبيْ
أَلَاْ أَبْكيْ الرِّجَاْلَ
فَلَنْ أَبْكي هَذَاْ الْعِيَارَ الْفَرِيْدَ
مِنْ صِنْفِ هَذَاْ الرَّجُلْ
فَهَذَاْ مُحَاْلْ
وهَلْ أَبْكي سَيْفَاً
تَمْتَشِقْهُ السَّماء بِهَذَاْ الجَلَاْلْ
إنَّ دَمْعَ الْمُقَلَةِ فِي حَقِّهِ قَدْ يَكُوْنُ امْتِهَاْنْ
أَوْ يَكُوْنُ إهَاْبَاً
تَنَاْمُ وَرَاْهُ عِيُوْنُ جَبَانْ
وَقَدْ قِيْلَ يَوْمَاً
أنْ لَاْ تَنَاْمَ عِيُوْنُ جَبَانْ
وهَلْ أبْكِي عَيْنَاً
مِنْ صِنْفِ عَيْنِ هَذَاْ الرَّجُلْ
رَنَاْهَاْ يُغَاْزِلُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَىْ بِهَذَاْ الجَلَاْلْ
وهَلْ أَبْكِيَ مَنْ تَرَجَّلَ بُرْجَاً فِي السَّمَاء
وَفِي مُقْلَتَيْهِ يَنَاْمُ الْهِلَاْلْ
وَهَلْ دَمْعُنَاْ يَقْدِرُ أنْ يُقِيْمَ لِهَذَا الرَّجُلِ مِهْرَجَانْ
فَكُلُّ النُّجُوْمِ تَرَاْمَتْ
تُقِيْمُ عَلَىْ صَدْرِ هَذَاْ الرَّجُلْ
وكُلُّ الشُّمُوْسِ لَهُ المْهْرَجَانْ
فَلَسْتُ بَخِيْلَاً بَدَمْعِي عَلَيْهِ
فَمِنْ أَجْلِ عَيْنِيهِ إسْتَدَاْرَ الزَّمَانْ
فَلَوْ أَنَنِي بَكَيْتُ عَلَيْهِ،..
لَسَاْلَتْ دُمُوْعِيْ عَلَيْهِ زَمَاْنْ
إنَّ الرِّجَاْلَ لَيْسَ تَبْكِي الرِّجَالَ
بِغَيْرِ الزَّغَارِيْدِ
وَلَيْسَ بِغَيْرِ إبْتِسَاْمِ الْوَلِيْدْ
ولَيْسَ بِغَيْرِ قَطَرَاْتِ المَطَرْ
تُقَبِّلُ وَجْهَاً تَحْتَ قَيْظٍ شَدَيْدْ
وَلَيْسَ بِغَيْرِ إقْتِفاء الأَثَرْ
وَلَيْسَ بِغَيْرِ إنْتِزَاْعِ الْبَعِيْدْ
وَلَيْسَ بِغَيْرِ دُمُوْعِ الْلِّقَاء
أَوْ أَنْ يَشُمَّ الْبَعِيْدُ الْبَعِيْدْ
كَمَا فِي الصَّحَاْرَىْ تَرُوْحُ الرِّمَاْلُ وتَغْدُوْ الرِّمَاْلْ
يَرُوْحُ الزَّمَانُ ،
وَيَغْدُوْ الزَّمَانْ
وبَيْنَهُمَا تَلْمَعُ الرَكْعَتَانْ :
رَكْعَةٌ عِنْدَ إرْتِحَالِ الْحَبِيْبِ
وركْعَةٌ عِنْدَ إرْتِحَاْلِ الرِّجَاْلْ
أَتَتْ وَرْدَةٌ تَدُقُّ السَّمَاء
وَقَدْ قِيْلَ : مَنْ ؟
قَالَتْ : وَرْدَةٌ هَائِمَةْ .
قِيْلَ : كُوْنِي بَهَاء وَأدْخُلِي .
أتَتْ دَمْعَهٌ تَائِبةْ
تَدُقٌّ السَّمَاء .
وَقَدْ قِيْلَ : مَنْ .؟
قَالَتْ : دَمْعَةٌ تَائِبَةْ ..!
قِيْلَ : اسْتَحِي .. فادْخُلِي .
وجَاء هَذَاْ الْعِيَاْرُ اْلفَرِيْدُ ،
يَدُقُّ السَّمَاء..
وقَدْ قِيْلَ : مَنْ ؟ .
تَرَاْخَىْ الْفَضَاء
وأطَلَّتْ مِنْ نَوَاْفِذِهِ النُّجُوْمُ
فَكَانَتْ كُلُّ االْمَجَرَاْتِ عُرْسُ ضِيَاء ،
وكُلُّ أقْمَاْرِ الْعَاْلَمِيْنَ بَهَاء
وكُلُّ الشُّمُوْسِ كَرْنَفاْلاً بَهِيْجِاً
بِهَا مِنْ عِيَاْرِ الرَّجُلْ
نَيَاْشِيْنُ
مُعَلَّقَهً بِصَدَرِ السَّمَاء
كريم عبدالله عبدالوهاب نعمان