اعرف ان هنالك كثيراً غاضبون من الأداء السياسي الغبي للمشترك سواء قبل الثورة أو خلالها... وانا شخصيا أحد هؤلاء الغاضبين.. ومن حقنا ان نغضب وان ننتقد وان نحاسب تلك القيادات التي كانت وراء تلك الأخطاء..
وفي ذات الوقت علينا ان نتنبه ان المشترك يتعرض لأكبر عملية خيانة ومن داخله ومن شخصيات وقوى راهن عليها في الماضي وتتسابق اليوم على الغدر به واسقاط ما تبقى له من ثقة في ذهن الناس...!!!
قوى في المشترك وقيادات بمواقفها وتصريحاتها وتحالفاتها تقوض الثقة فيه ليس فقط لمصلحة بقايا النظام المخلوع بل ولحساب قوى تقليدية دينية وقبلية وعسكرية ومشاريع عنيفة طائفية ومناطقية...!!!!
حقاً لسنا راضين عن اداء المشترك قبيل الثورة ولا عن ممارساته خلال الثورة ولكننا مضطرون لتأجيل محاسبة المشترك ومطالبته بدفع ثمن أخطائه وخطاياه حتى حين؛ ليس حباً فيه وانما دفاعاً عن المشروع السياسي الوطني والذي بدونه يصبح الحديث عن دولة مدنية لا معنى له...
لا يكفي ان لا نكون شركاء في الغدر والخيانة بالمشترك وبالقوى التي صدقت مع مشروع التغيير ومع الثوره وان كانت أخطأت في الهرولة نحو التسوية السياسية ، بل علينا ان ندافع عن المشترك كفكرة سياسية حين تضعف وتسقط يحل محلها القوى التقليدية وتقاسمها لنا طائفياً وقبلياً وحتى عسكرياً...
ان كانت السياسة بلا اخلاق فلثورة اخلاق وليس من اخلاق الثورة ان نكون مشاركين في اغتيال العمل السياسي كرد فعل غاضب أو انتقامي أو بان نبقى في مقاعد المتفرجين الشامتين....!!!
على المشترك وقياداته ان تدفع فاتورة أخطائها ولكن ليس اثناء المعركة وعلينا ان نستفيد من اخطاء المشترك ان نجعل اول مهمة لنا بعد انتهاء المعركة ان نبني المؤسسات التي تحمينا بقوة القانون من سياسة لا اخلاق فيها....!!