مقال رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة في صحيفة الوطن السعودية يحمل رسائل هامة لرعاة المبادرة والتسوية في اليمن ،اهمها عدم التزام بقايا العائلة بالتسوية والحوار، ومحاولة اعادة انتاج النظام العائلي من جديد.
والرسالة الثانية كانت موجهة لقوى الثورة ولرعاة التسوية ولبقايا العائلة وتحوي بين السطور على "ان لم يتم تنفيذ المبادرة بدون وضع العراقيل واشاعة الفوضى - نهب وزارة الداخلية اكبر دليل على افلاس العائلة - فان المسار الثوري سيكمل طريقة بعيدا عن التسويات ورعاة المبادرة" ، يسعدنا ان يكون رئيس وزرائنا كاتبا بدلا من جملة الرؤوساء الذين كان يتم الكتابة لهم عن طريق صحفيين مدفوعي الاجر، وانا شخصيا انصح باسندوة بكتابة المقالات بدلا عن البكاء المباشر في القنوات.
قد لا يتفق البعض مع باسندوة في كتابة مقال اصلا وفي صحيفة سعودية، يرون من المفترض ان يكون فعله بديلا لقوله ، لطونه رئيس حكومة وبيدة السلطة التنفيذية ، هؤلاء يتناسون انه لا وجود لدولة حقيقة في اليمن ولا وجود لمؤسسات تعمل وفقا للدستور والقانون ،وهذا الامر ليس وليد الثورة ولكنه موجود و"على عين الجميع" منذ عقود طالت ولم تنته بعد، اما الاعتراض كون المقال في صحيفة سعودية فلا اجد مسوغا له ، فباسندوة اوصل رسالته إلى الراعي الابرز للمبادرة الخليجية عبر صحيفة الوطن السعودية ، انا لا ابرر له كتابته مقالا فيها ولكنه استخدم الوسيلة الاسرع لايصال الرسائل المراد ايصالها ، ولمن لا يعلم فالعائلة تحتكم إلى السلطات السعودية مباشرة منذ تولي المخلوع الرئاسة في 78 حول اليمن رسميا إلى حديقة خلفية للعربية السعودية، ومازالت المعاناة مستمرة للشعب اليمني الذي غيبه المخلوع في الخلف، وما الثورة الا اعادة اليمن إلى المربع الدولي، مع عدم الخصومة مع احد وفتح سياسات جديدة مع الجميع على اساس المصالح المتبادلة بين الدول لا بين العائلة والدول المحيطة والشقيقة والصديقة.
بعض المراهقين سياسيا يريدون التسلي باقالة الوزير الفلاني والعلاني واقالة الحكومة ذاتها ويرون ان على باسندوة ان يقم استقالته ، وهم على حالين :الاول ابواق العائلة المحاولين اعادة انتاجها من جديد، نكاية بالثورة التي ليس لهم مكانا فيها ،ونكاية باقرانهم في حزب الاصلاح، والثاني بعض من شباب الثورة المتحمسين والمندفعين الذين يريدون تغيير جذري للواقع وما فتئوا يطالبون بالحسم الثوري ، وهؤلاء اصدق لهجة وايمانا بالثورة ،الا انهم لا يدركون طبيعة المرحلة والتوازنات في المنطقة، ولا يعترفون اصلا ان اليمن ليس لها وزن عالميا، ولا تمثل الا موقعها الجغرافي لقربها من مواقع النفط والشركات العالمية العاملة في استخراجه وتكريره وتصديره واطلالتها على مضيق باب المندب ، ويريدون القفز على واقع فرضه المخلوع على اليمن برمتها منذ ذهب خلسة لمقابلة سلطان بن عبد العزيز ال سعود (رحمه الله) قبل سنة من توليه السلطة وطلب منه الدعم حال نفذ خطته المشئومة للوصول إلى السلطة، فاعطاه الامير الضوء الاخضر ، وهذا الضوء هو الذي حول اليمن إلى مقبرة لليمنيين لا غير.
العودة للمسار الثوري الذي حملته رسائل باسندوة هو النقطة الاهم في المقال، ويجب ان يكون المنطلق منها خاصة مع توقف التسوية وتطاول المخلوع وزبانيته وعلو صوتهم وكانهم اصحاب حق ، وتهافت بعضا من حمقى ومغفلي الثورة من قيادات بعض الاحزاب والوزارء المحسوبين على بعض الاحزاب للظهور على قناة "عفاش اليوم" الذين يقدمون خدمة مجانية للعائلة مع علمهم المسبق انها تعمل على تسويق مشروع عائلة المخلوع لاعادة انتاجهم من جديد ،حتى لو تكلموا بمنطق ثوري بحت، لكن هل يجوز قراءة سورة ياسين امام حائط المبكى؟ اخص بالذكر اغبياء حزب الاصلاح الذين لازالوا غير مدركين ان الثورة اهم من طلاتهم البهية على قناة عفاش اليوم ،وان وجوههم ستسبب شرخا ثوريا بين الناس ، مشكلتهم انهم يظنون الظهور هو من باب قول الحق عند سلطان جائر ، فلا قولهم قول الحق ولا الشاويش مازال سلطانا هو مجرد مخلوع حائر يريد العودة عن طريق وجوههم الكالحة، اخص بالذكر محمد ناجي علاو رئيس الدائرة القانونية بحزب الاصلاح وعبد الرزاق الاشول وزير التربية الذي سيظهر قريبا في عفاش اليوم ، لا تهمني اسماؤهم وغير مهتم بشخصياتهم الكريمة، ما يهمني المناصب التي يمثلوها سواء في الحزب اللعين الذي انتمي اليه أو في الحكومة التي يمثلون فيها حزبنا الذي اضاع خارطة الطريق على ما يبدو وترك قيادته ترعى في الفلاة ،واهم شيء انه حظهم على الاخلاص ونسي ان يقول لهم ان ارفعوا رؤوسكم فانتم تنتمون إلى حزب الثورة وأحد اهم مكوناتها على الاطلاق ، وهذه حماقة لا تغتفر حتى لعناتي لا تكفي لعلاج غبائهم المنقطع النظير.
واجدني في ختام مقالي اشيد بموقف الرجل الشريف الاستاذ عبد الملك المخلافي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري الذي قال لا ولم يقبل ان يدنس تاريخه النضالي العريق بلقاء اجوف في قناة عفاش اليوم ، واكرر على منتسبي حزب الاصلاح ان يتعلموا من المخلافي كيف يتخذون مواقفهم بناء على مصالح شعبهم واستراتيجية ثورتهم.