كرات التغيير تجري في ملاعب الشعوب العربية كلها وليس في ملعب الشعب اليمني وحده، أو في ملعب شعب إب.. ذلك أن الأخير بالذات، كان لمرماه أن يحتضن كرة الخزي وليس التغيير والفرحة، إذ سدد المشرفون على مرمى ناديهم "الشعب" بعد ساعات من أهداف أعضاء الفريق وفوزهم بلقب الدوري في موسمه 2012 على حساب جاره الاتحاد.
لست هنا في صدد إستعادة اللبس الذي أحدثته صورة جمعت فريق شعب إب ب"صالح" في منزله بعد فوزهم بكأس الدوري قبل أسابيع، ولست بحاجة لأن أعيد تأكيد موقفي المستاء كغالبية جماهير الكرة اليمنية وجماهير الفريق الإبي من البسطاء، عن هذا الهفوة التي استغلت سلباً ولأهداف سياسية حمقى، في وقت كان يفترض على القائمين على تنفيذ هذا النشاط، أن يتنبهوا إليه، ويجعلوا الجماهير تفرح بهذا الفوز لينسوا بعض الهم الذي كانت ولاتزال بلادهم عليه، فضلاً عن شؤونها الحياتية المختلفة..
في إب قبل أيام قليلة، تلمست بعض الأراء التي لاتزال رافضة لما قام به نادي شعب إب، حيث كان مما أشيع أو روج عبر وسائل إعلام النظام السابق، أنهم قاموا بإهداء الفوز بأس الدوري للرئيس السابق، وهو ما أغاظ جماهير هذا النادي البسطاء الذي كان من المفترض أن يهدى لهم قبل أن يتم استفزازهم بإهدائه لمن هو متهم في قتل زملائهم الشباب في مختلف ساحات الثورة اليمنية.
راقت لي تصريحات إحدى اللاعبين الذين رفضوا حضور التكريم في منزل صالح، وقال متسائلاً فيما مفاده: أين كان صالح أيام كنا نسافر من مدينة إلى مدينة للعب المباريات وليس لدينا قيمة دبة ماء.. كان تساؤلا مقنعا حينها، ويبعث على الحزن والتفاؤل معاً، استمر حتى الآن، في ظل آمال كثيرة كانت ولاتزال مرسومة على محيا كل المهتمين بالشأن الرياضي، بأن يغدق الساحة الرياضية خير التغيير أيضاً.
في سياق الحديث عن التغيير، لاتزال الكرة الآن في ملعب الشعب- اليمني طبعاً.. وإن بدأ البعض ينظر إلى نتائج المراحل التي مرت بها ثورة الشباب الشعبية السلمية، على أنها سجلت في مرمى "الشعب" اليمني الثائر، فوزاً مستحقاً أو غير مستحق للقوى السياسية والعسكرية في البلد بعد التوقيع على وثيقة تسوية أعادت أهداف "المحاصصة" إلى الواجهة.. في ظل استياء عارم من قبل بعض القوى الشبابية المستقلة التي تطمح إلى التغيير الحقيقي وعلى كافة المستويات بحيث يكفل للجميع الحرية والعدالة والتنمية والحياة..
في الأخير، هناك ما هو مرتقب في حقل هذا التغيير ولاسيما في ما يخص الشأن الرياضي، فثورة الشباب لابد أن تأتي ثمارها في الساحة الرياضية أيضاً، إذ ننتظر جميعاً، تطوراً على كافية المستويات داخل البيئة الرياضية المتعددة، من تطور في الأداء الإداري للرياضة اليمنية إلى تنمية روح الإبداع وتطوير مشاريع تكرس لهذا الأمر بما يخدم الوطن على وجه العموم.