أين سنذهب بانطباعات الأم بليغكيالويك ودهشة الرحالة نيبور وياقوت الحموي وكيف يمكن لصنعاء القديمة الآن أن تكون حلماً يراود مستشرقاً أوروبياً أو مدينة سيتفاجأ بها سائح قادم من فرانكفورت .
زارت السيدة البلجيكية بليغكيالويك مع زوجها وأبنائها صنعاء القديمة سبع مرات ومازالت عباراتها ترن في الذاكرة:" اشعر بحالة نادرة في هذه المدينة التراثية ولا أملّ من زيارة أسواقها الكثيفة بالباعة والمشترين والاستمتاع بالنظر إلى قصورها الأسطورية الرائعة والتعرف على الحياة اليومية لسكانها.. إنها متحف أثري حي ومدهش".
وفي المرة الثامنة وبعد استتباب الوضع الأمني نسبياً في يمن ما بعد الربيع العربي ألغت بليغكيا تذكرة سفرها إلى صنعاء بعد مشاهدتها شعار الحوثي على واجهة منزل في صنعاء القديمة التي بدأ فنها المعماري ونقشها المذهل يخفت إزاء بريق شعار ،قد يسقط صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي .
هذا فيما يخص طمس الهوية المعمارية والتاريخية للحضارة اليمنية وشواهدها الماثلة حتى اليوم ،فخلال حكم الأئمة في اليمن لم ينجزوا معلماً أثرياً يستحق الذكر، بل عمدوا إلى تقويض الإرث الحضاري لأرض الجنتين وسرقته في أغلب الأحوال، واليوم تتعرض صنعاء لهذا الجرف الصحراوي عبر شعار جماعة لا تملك أدنى حس فني .
وبالنسبة للمستقبل فقد كان شعار المطالبة بانفصال الأكراد الذي رفعه الحوثيون في وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو عملاً دنيئاً لحرمان اليمن التي هي في أمس الحاجة إلى الريال الواحد من عشرات المشاريع الاستثمارية التي قررت تركيا إقامتها في اليمن، رغم كل المخاوف التي مازالت تعكر صفو الاستثمار الآمن .
فشلت الكوميديا الحوثية. وحسب روايات شبه موثوقة فإن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان أصيب بوعكة حوثية نقلته إلى حمام المعتقل سبع مرات بعد سماعه الخبر وان صورته كانت جوار بشار الأسد دون أن ينبس إليهما "أوغلو" بنبت جفن في صنعاء.