آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عرفات.. يالله طلبناك ونصف حكومة الثورة

جرجرة الزميل عرفات مدابش رئيس تحرير (التغيير نت) في قضية نشر بشأن قضايا فساد وتصريحات أدلى بها للموقع رجل الأعمال صالح فريد الصريمة الذي تتهمه النيابة إلى جانب مدابش في القضية المرفوعة ضدهما من قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة ووزير المالية صخر الوجيه ووزير الكهرباء صالح سميع بالقذف والتشهير العلني وغيرها من التهم يعد مؤشراً وبداية لضيق صدر الحكومة القادمة من الساحات الثورية التي رفعت سقف الحرية وحرية التعبير بالذات إلى عنان السماء خلال السنتين الماضيتين فقال الشباب والشابات والرجال والنساء بمختلف أعمارهم كل ما يريدون قوله في المسيرات والمظاهرات والكتابات بما في ذلك دولة رئيس الوزراء باسندوة والوزيرين سميع والوجيه مع حفظ الألقاب والإحترام والتقدير – حتى لا يرفعون دعوة ضدي بعدم إحترام ألقابهم ويعلم الله إننا نعز ونحترم دولة رئيس الوزراء باسندوة لشجاعته في قول رأيه ونجله كثيراً في أغلب ما قاله وعبر به وخاصة كلامه الأخير بأنه مشروع شهيد ولا يخاف الردى في مواجهة " الرئيس السابق وأعوانه" الذين سنظل سنوات نحملهم كل ما حدث وما سيحدث في البلاد لنعيد بذلك إسطوانه الهجوم على النظام الإمامي البائد الذي ظلينا ولازلنا أكثر من خمسين عاما ونحن نعلق كل مشاكلنا عليه برغم إعترافنا بأننا أخفقنا خلال الخمسين عاماً.

لقد أعجبني جدا مقال للحائزة على جائزة نوبل للسلام الناشطة اليمنية المعروفة " توكل كرمان" كتبته في منتصف ديسمبر 2012م دعت فيه من خرجوا ضد الرئيس السابق " صالح" بثورة سلمية شعبية إلى ترشيد الخطاب حول شعار" الفلول وباقيا النظام "حتى لا يتم تحويلها إلى وسيلة لإقصاء البعض والاستبداد وقمع الحريات الفردية ومصادرة حقوق المواطنين ويصبح إرهابا ثوريا ظاهرة الحرص على الثورة وباطنه استغلالاً لخدمة النزوات الشخصية إشباع الرغبة في الاستحواذ" وفي موضوع التحقيق مع الزميل عرفات مدابش صحيح ان النيابة أقرت إخلاء سبيله بضمان مقر إقامته ومنحه فرصة أسبوع للرد على الدعوى وصحيح ان اللجوء إلى النيابة والقضاء سلوك حضاري أفضل من العنف لكن اسلوب جرجرة الصحفيين ووسائل الإعلام إلى النيابات والبحث عن صغائر الأمور لشغل الناس والرأي العام أسلوب قد مارسه النظام السابق كثيراً

نربا بكم دولة رئيس الوزراء باسندوة والوزيران سميع والوجيه من ممارسة نفس أساليب النظام السابق الذي ثار عليه الناس بما فيهم أنتم مهما كان الكلام الذي قاله رجل العمال الصريمة قاسياً وانا لم اقرءاه لقد قيل أن الحكومة ضاقت ذرعاً باعتصام جرحى الثورة ولم تتقبل ممارستهم للفعل المدني المشروع تنفيذا لحكم قضائي فكان ما كان من مواجهة دامية كاد أن يغتال فيها المناضل أحمد سيف حاشد وجرح فيها جرحى الثورة فوق ما هم مجروحين وجرح فيها المتضامنين معهم وتحدثت بيانات الشجب والتنديد والكتابات بان ذلك اعلاناً للتضييق على الحريات العامة وأن عهد الإعتصامات والتظاهرات أنتهى ومن لم يفهم سيكون مصيره كمصير الجرحى وحاشد. واليوم بعد جرجرة الزميل عرفات مدابش للنيابة اعلاناً أخر للتضييق على الحريات الصحفية والإعلامية

العتاب الشديد والكبير والكثير لدولة رئيس الوزراء باسندوة والوزيران" سميع والوجيه" ونقول لهم لم يجني من سبقكم غير الخسارة باستخدام القضاء لمعاقبة الصحفيين فإن شعرتم بالإلم مما قيل ونشر كلفوا مكاتبكم بالرد بالكتابة والتكذيب وعتابنا لكم لإنكم قادمون من ساحات الثورة إلى كراسي السلطة التي هي دوارة ولو دامت لغيركم ما وصلت إليكم لو لم تكونوا في مواقعكم لن يتكلم عليكم احد والأمر برمته يفسره الصحفيين والشارع وساحات الثورة بأنه ضيق في صدوركم بما تنشره الصحافة ولهذا لابد من اسكاتها وهو ما يعلن مؤشرا ت غير مطمئنة بانكم تدشنون لمرحلة قادمة ستشهد المزيد من التضييق على الحريات في العهد الجديد الذي يؤمل فيه الجميع أن يكون عهدا للحريات والدولة المدنية .

دولة رئيس الوزراء باسندوة والوزيران " سميع والوجيه" لقد كانت أحد أسباب اندلاع الثورة الشبابية التضييق على الحريات وسلبها وجرجرة الناس إلى المحاكم والإحكام الجائرة في قضايا النشر ومهما كانت مادة النشر قاسية فليتم التوضيح والرد بالكلام والنشر أو تكذيب الوثائق إن كانت هناك وثائق ونعلم وتعلمون كم خسر النظام السابق من هذا الباب لقد أغلقت وأحرقت صحف وحبس وكفر وضرب واهين صحفيون وصحفيات وشاهدنا الحي صحيفة "الإيام" العدنية وناشرها الذي مات حسرة وقهراً مما لحق به وهناك امثلة " الثوري" التي رفعت ضدها قضايا بالجملة وأدت إلى طلب رئيس تحريرها السابق الكاتب الرائع خالد سلمان حق اللجوء السياسي ولن تُنسى محاكمات " الشورى" ورئيس تحريرها عبد الله سعد محمد " والوحدوي"وطاقهما والكثير الكثير من قضايا النشر ضد الكتاب والصحفيين والشعراء والأدباء والمفكرين ولن ننسى أيضاً " لبج وضرب المفكر والإنسان الدكتور أبو بكر السقاف وصاحبه الشاعر رهيف الحساس المشاعر زين السقاف والكثير الكثير من الجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين ووسائل الإعلام وليس هنا المجال للحصر ولازالت عمليات التضييق والتكفير والتخوين مستمرة وبشكل غير معهود بل أكثر شراسة من ذي قبل ضد " أمل الباشا وسامية الأغبري" وهما ناشطتان ومناضلتان معروفتان في صفوف الثورة الشبابية

دولة رئيس الوزراء والوزيران " سميع والوجيه" عرفات مدابش البداية للتضيق على الحريات الإعلامية والصحفية وأحمد سيف حاشد البداية للتضييق على الحريات والإعتصامات والتظاهرات هذا ما يتناقله الناس بمختلف وسائل التواصل ويعلم الله مافي جعبتكم في الحكومة الثورية وسوف تصدق فيكم مقولة الشاعر والمفكر "أونيس"عن المعارضة الحاكمة " المعارضة التي لا تتسامح مع النقد تعيد في النهاية انتاج الشكل الديكتاتوري الذي تقاتله" وهناك تذمراً من الحكومة بين الناس ولسان حالهم يقول : إنها كراسي السلطة ورب الكعبة تخلق فيمن يصل إليها " الهنجمة والنخيط" ويصبح لسان حالة " الجميع تحت قبضتي وأنا قادر على تأديب من ينتقدني " إنها بداية الفرعنة التي يخلقها هيلمان السلطة ولكن تذكروا أنكم ربما تكونون اقصر حكومة وأقصر الوزراء عمراً في كراسي السلطة إن انتهت الفترة الانتقالية كما هو مخطط لها وقد يطول ببعضكم المقام لكنكم ستنزلون منها فدعوا الناس يقولون خيرا عنكم بدلاً من أن يقولون غير ذلك.

وأخيراً يمكنكم تدارك الأمر بسحب الدعوى والرد بنفس المكان والمساحة على ما نشر واعتبروا ممن سبقكم لقد كانوا اكثر عنجهيته ونخيطاً وسلطة ومالاً وسلاحاً وهيلماناً لكنهم رحلوا غير مأسوفين عليهم ولا نريدكم ترحلون غير مأسوفين عليكم نريد إن نتذكركم بعض الأشياء الطيبة وفي مقدمتها سحب الدعوى المرفوعة ضد الزميل الصحفي عرفات مدابش .. والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى