ماجرى اليوم في عدن يتحمل مسئوليته وبامتياز حراك باعوم والبيض الذين لم يقتنعوا برأي غيرهم رغم ان ساحة العروض وغيره متروكة لهم طوال العام ولم يعترض عليهم أحد .
سيقولون إن هؤلاء دحابشة والواقع يكذب ذلك فهم قادمون من محافظات ما يسمونه بالجنوب وربما كان بينهم من هو افضل من البيض وبا عوم بكل المقاييس.
سيقولون هؤلاء اصلاحيون وهم بهذا يجعلون من الاصلاح قوة أكبر من حجمه بكثير حتى وان افترضنا أنهم إصلاح فهم قبل كل شيئ مواطنين حرية الراي والتظاهر مكفولة لهم .
سيقولون مرتزقة وهم يجاهرون بالعمالة لإيران دون خجل ولاحياء وكان إيران مقدسة ومشروع لها ان تشتري ضمائرهم ومواقفهم وصدورهم التي يضربونها وعيونهم التي يذرفونها على الامام الموهوم الذي في السرداب ولكن لم يقولوا لنا تهمة الارتزاق والتبعية لمن .
سيقولون ان هؤلاء مكرهون فمن الذي أكرههم غير إنتمائهم لوطن وإيمانهم بوحدته التي لم تعد قرارا مزاجيا برأس البيض وبراس با عوم يعلنون الانفصال عنها متى ما ارادوا.
إن وحدة اليمن لم تكن وليدة الثاني والعشرين من مايو 1990م ولكنها عودة لأصل ضارب جذوره في التاريخ والجغرافيا وتتويجالنضال أجيال من اليمنيين بمختلف مناطقهم ومن ثم لم يكن القرار فرديا ولا إتخذه البيض بل كان هناك مؤسسات دولتين من مجالس تشريعية ومؤسسات حكومية وافقت وصادقت وأقرت الوحدة وتم استفتاء الشعب من المهرة إلى صعدة على الدستور وأقروه .
ألم يخض الشعب اول تجربة إنتخابية برلمانية في عهد الوحدة عام 1993 م ثم إن علي سالم البيض الذي أعلن الأنفصال في عام 1994م تركه اليمنيون في المحافظات الجنوبية والشرقية وخذلوه وهم من هزم مشروعه الارتدادي التآمري .
ولنسلم جدلا ان هناك مظالم فقد عانى منها اليمنيون من أقصى اليمن إلى أقصاه وكانت هذه المظالم تتفاوت في شدتها وحدتها من محافظة إلى أخرى ومنها المحافظات الجنوبية والشرقية وكانت ثورة التغيير التي أطاحت بتلك العصابة الظالمة الغاشمة وتهيأت الظروف لأبناء اليمن ان يصنعوا لأول مرة تجربة واحدة في عصرهم الحديث مع رفع وازالة كل المظالم .
واليوم والبلاد تتهيأ لحوار واسع وشامل ومراقب من العالم لبناء يمن حديث ودولة مدنية تكون فيها السيادة للشعب عبر حكم المؤسسات الدستورية ومرجعية الدستور وحكم القانون لمصلحة من تتم مثل هذه الأعمال وللمتباكين والقائلين لماذا هذا الاحتفال في عدن والسؤال المنطقي مالذي يمنع الاحتفال في عدن فهي جزء من اليمن وهل كان هذا السؤال سيطرح عن احتفال بتعز أو إب أو الحديدة أو غيرهن من مدن ومحافظات الجمهورية.
ويتسع المجال للقول بكل قواعد المنطق وبكل الفرضيات إن ما حصل اليوم يتحمل مسئوليته حراك البيض وباعوم وإيران من ورائهما اما اليمنيون حكومة وشعبا فهم أحرار في ارضهم ومن حقهم أن يحتفلوا متى ارادوا وحيث ارادوا.
* إعلامي يمني مقيم خارج الوطن