يا مَن دعوتَ إلى الحِوارِ مُضَمِّدَاً
جرحَ السعيدةِ .. كي تجنِّبَها الرّدى
شخَّصتَ لكنْ ما وصفتَ لها الدوا
لكأنَّ مَن وصفَ الدواءَ همُ العِدا
تلكَ الثعابينُ التي من لدغِها
جُرحُ الكرامةِ كيفَ تحضنها غدا ؟!!
ما كلُّ مشكلةٍ تُحَلُّ ب(داوِِها ..)
وبها (التي كانتْ ..) تقودُ تمرُّدا
صفِّدْ ثعابينَ السياسةِ والتَزِمْ
نهجَ الحِوارِ مُقارِباً ومُسَدِّدَا
إنَّ الحِوارَ هو الدواءُ حقيقةً
إنْ أخلضَ المتحاورونَ وجُرِّدَا
يا أيها الحُكَمَاءُ هلْ أنتمْ بِهِ ال
مُتَحَاوِرونَ؟ أمِ البنادِقُ والصَّدَى؟
لو أعلمُ الرشَّاشَ يلفظُ حِكمةً
ما عِشتُ والوطنُ الجريحُ مُسَهَّدا
***
يا أيها الشعبُ المعلَّقُ حُلمَهُ
بِرَغِيفِهِ، يرنو إليهِ تَنَهُّدا
مازالَ بعضُكَ للطغاةِ كظلِّهمْ
يسعى بخدمتِهمْ لِيَرتَشِفَ النَّدَى
عَجباً لمنْ يحمي الطغاةَ ويجتدي
منهمْ رَغِيفَاً بالمذلَّةِ عُمِّدا
عجباً لهمْ .. كلٌّ يُطأطئُ رأسَهُ
ل(مَنَاتِ)هِ .. ويرى الخرابةَ معبَدَا
فإذا دعا (هُبَلُ) العبيدَ لِنَجدَةٍ
أو غزوةٍ؛ كانوا لِنزوتِهِ الفِدَا
وإذا اعترى الأصنامَ مَسُّ عَمَالَةٍ
أو شهوةُ صالَ السلاحُ وعربدا
حتى إذا احتربَ العبيدُ وعُملِقَتْ
بعضُ القِوى، والدربُ لاحَ ممهَّدا
ظنُّوا السعيدةَ (كعكةً) فتقاسموا
جَنَّاتِها .. صاغوا الحِوارَ لِتَشهَدَا
***
يا أيها الشعبُ الذي أحلامُهُ
كَبُرَتْ بعينِ شبابِهِ فتوحَّدَا
ومضى يشقُّ إلى الكرامةِ دربَهُ
سِلمَاً، فزُلزِلَتِ المَدَافِعُ والمُدَى
وسقى جذورَ نخيلِهِ بدمائهِ
وبدا جَنَاها في الصدورِ مُوَرَّدَا
نادى السعيدةَ حُلمُها من تحتِها
(هُزِّي)، وبالبشرى رقصتَ مغرِّدا
صُلِبَ المسيحُ على النخيلِ مُكَبَّلاً
بحبالِ كهَّانِ السياسةِ أمرَدَا
فبُهِتَّ محزوناً عليهِ، مخدَّراً،
وبوهمِ (أنصارِ ال..) غدوتَ مُقَيَّدَا
فإلى متى تقتاتُ جوعَكَ آملاً
بوعودِ مَن سلبَ الجنانَ وندَّدا ؟!!
***
يا أيها الوطنُ المسجَّى نعشُهُ
ببنودِ مَن سفكَ الدماءَ وشرَّدا
قلْ لِي متى تَثِبُ الأسودُ لِنَجدَةٍ
وتحطِّمُ الأصنامَ فيكَ مجدَّدّا ؟
10/3/2013م