مازالت عقدة الاجنبي تؤرق أمراء العرب وتمثل لهم تحديا مصيريا من اجله يبذلون الغالي والنفيس ويضحون ببني جلدتهم والأقربون بالمعروف فقط كي ينالوا نظرة اعجاب من ذوي العيون الزرقاء وربما مديح عن كرم العربي الشهم ومروءته الشهيرة فقد نشرت صحيفة الشرق الاوسط بتأريخ 2:19 تقريرا اعدته صحيفة واشنطن بوست يببين لنا مدى كرم دول الخليج وبالذات الامارات العربية المتحدة نحو إخوانهم الأمريكيين وكيف انهم تعهدوا (اقصد قاموا بأنشاء مشاريع ضخمة وخدمية كبناء المدارس والمراكز الطبية الفاخرة على احدث المستويات العلمية اللائقة بشعب أمريكا المتحضر وكيف انهم دفعوا عشرات الملايين من اجل بناء ملاعب راقية بعشب صناعي اخضر طوال العام في الاحياء الفقيرة في كل من نيو يورك ولوس انجلوس وميامي كما انها تنوي بناء ثلاثة اخرين في اماكن اخرى متفرقة من اجل ان يلعب شعب أمريكا العزيز .
الظريف انه كل ما حدث إعصار من عند الله في أمريكا قام أمراء العرب واعادواء بناء ما دمرة الإعصار بشكل افضل من السابق ففي عام 2005 بعد إعصاركاترينا قدمت الإمارات وقطر مبلغ مائة مليون دولار من اجل إعمار الساحل الإمريكي كي يتمكن شعب أمريكا العزيز من التمتع بالشمس في مكان جميل ومتحضر .
وايضا بعد أن ضرب إعصار ولاية ميسوري الإمريكية ودمر مدارس الولاية ومعها كل الكتب الدراسية قامت الأمارات بعمل يدل على حب الخير والرغبة في تطور شعب أمريكا بصورة لا يصل اليها شعب أخر قد لا يستحق ذلك فقامت بأمر لم يتوقعه الأمريكيين ولم يحلموا به انفسهم فقد مكنت كل طالب في الثانوية من جهاز كمبيوتر خاص به يتلقي دروسه ويكتب واجباته من خلاله كما حرصت على توفير مصاريف الدراسة الجامعية لطلاب شعب أمريكا.
هل رأيتم اروع من هذا الكرم العربي في الحقيقة لقد قضت الإمارات على اسطورة حاتم الطائي بشكل ساحق وعلينا أن نستبدل في امثالنا عن الكرم هذه الدولة العريقة والكريمة والمنفقة على فقراء الغرب .
إن كل هذا ليس بسبب استطلاع قامت به سفارة الامارات يثبت ان 70% من شعب أمريكا العزيز لا يبالون بالإمارات وبشعبها المتفاني والمحب في حين ان 30% لديهم نظرة سيئة لدولة الإمارات..
وليس لإن عقدة الاجنبيي ورضاه عن العرب تؤرق ملوك وامراء الخليج بل فقط هو الكرم العربي المتجذر وما ذكر اعلاه قطرة من فيض غزير ذكره التقرير الأمريكي بدقة متناهية .
ولكننا لانعلم حتى الآن لماذا لم يشمل هذا الكرم المفرط شعوب العرب المسحوقة بفعل زلازل واعاصير الحكام العرب الفاسدين ومؤامرات الخفاء والعلن التي يصيبنا بها مهووسي الناقة والبعير. فهم يسحقون الشعوب بأرجلهم الا تفرض السياسة عليهم التعويض على هذه الشعوب بأيديهم بواسطة الكرم الخليجي الفطري لديهم .
ولكن المشاهد أن كرمهم نحو إخوة الدين والعرق عجيب ينطبق عليه المثل القائل على (قدر رجليك وسح)...فأي مدارس يبنونها أو مراكز طبية أو مستشفيات أو ملاعب رياضية لا يمكن أن ترقي أو تشبه ولو من بعيد تلك التي يفعلونها لفقراء أمريكا المتحضرة ..
لا يمكن أن يصل كرمهم الخليجي إلى إن يكفلوا طلاب جامعات يدرسون مجانا كنظرائهم الإمريكيين ....لماذا ؟؟ فقط لأنهم عرب والعربي يحتقر ويقلل من شأن اخيه العربي فكيف نتوقع ان ينظر المواطن الأمريكي أو الدولة الغربية بأحترام للعربي المتخلف .
بل إن أمراء الخليج لن يرتقوا في نظر الغرب أو ينالوا الإحترام المنشود والمبذول له المليارات من الدولارات . ذلك لأن الإمريكيين والغرب عامة شعوب عملية برجماتية تنظر إلى مصالحها كمجتمع يحاول التماسك من الداخل .
و الأمير العربي الذي ينفق امواله الطائلة من اجل بناء مجتمع أو دولة ليست دولته أو مجتمعه و ابناؤها ليسوا من ملته أو ابناء جلدته في نظر الغرب هو الأمير الاحمق وازيد على ذلك واقول والحقير الذي يخلف وراءه ملايين الجائعين الذين يقتاتون من النفايات أن وجدت ليذهب بأمواله الطائلة ألى احياء أمريكاء ليصنع لهم ملاعب كرة ويشتري لتلاميذهم اجهزة اللابتوب في حين يتعلم ابناء المسلمين تحت الاشجار في العراء ويكتبون على اخشابهم بالفحم .
لم يشملنا الكرم الإماراتي الا بالفتات وفي أعداد السجناء على ذمة قضيتهم الموهمومة عن خلايا الإخوان التي تعمل على زعزعة أمن دولة الإمارات ومحاولة الإنقلاب على الحكم الرشيد فقد بلغ أعداد المتهمين خمسة وتسعون مسلم مصلي صائم ومستقيم لا ينجر وراء الفساد والإباحية المنتشرة في دبي وهذه تهمتهم أمام أمراء الإمارات الكرماء .
فرعبهم من الإخوان المسلمين وكونهم قادوا شعوبهم لثورات التغيير ضد الفساد جعلهم يفكروا بأستباق الاحداث وليتغدوا بالابرياء قبل ان يتعشوا بهم .
ولربما هي ضارة نافعة فها نحن نرفع أكفنا ضارعين ان يقصف الله دولة الظلم والفجور ولربما تكون شرارة الثورة ظلم الابرياء فقد كنا نشكو من خرفان وخرفه ضد التيار اللأسلامي والأن الأمارات إزدحمت بالخرفان ( بكسر الخاء).