يزعم الاشتراكي في مقالة في موقعه الرسمي أمس أن موقع نشوان نيوز تابع لقوى، ونحن نتحدى الاشتراكي وغير الاشتراكي أن يثبت أن لنشوان نيوز أي ولاء سياسي لجهة بعينها.. أو أن هناك جهة سياسية أو مراكز قوى هي من يوجه تناولاته.
والأمر لا يحتاج كل هذا العناء، فما عليه إلا أن يعيد قراءة اسم "نشوان" ليعرف إن ما يتناوله نشوان نيوز ينطلق من الغيرة على اليمن أرضاً وإنساناً، اليمن الكبير الذي لا يعترف بالمشاريع الصغيرة مهما كانت. وهم يعرفون ذلك، لكنهم يحاولون تضليل الجماهير. ونتحدى الاشتراكي أن يثبت حرفاً من مزاعمه.
ولو أن حزب التجمع اليمني للإصلاح أو أي حزب يمني آخر خرج للدفاع عن المشاريع الصغيرة التي تريد تقسيم البلاد وتحمل السلاح، فإن لا فرق بينها وبين الاشتراكي، وكذلك لو خرج أي كائن كان، يطالب بالتمزيق أو يدعو لمشروع شخصي لنفسه أو لقريته على حساب الوطن الكبير.
إن التحريض الاشتراكي المستمر على اليمن واليمنيين قد أوصل البلاد إلى هذا الواقع المهدد بالتمزق والشتات وبحور من الدماء بعد أن زرع الكراهية والعنصرية في أدمغةِ جزءٍ من أبناء هذا المجتمع، ولا عجب أن الاشتراكي بطل مآساة ما بعد ثورة التغيير فهو الذي قدم حساباته مع الماضي على أهداف الثورة، وأحل مطالب الحوثي والحراك محل ثورة الشعب.
ونتحدى أن ينفي الاشتراكي أنه بقياداته التي تعتبر محل حب وتقدير الكثير من الجماهير، هو بطل التقسيم داخل لجنة الحوار على أساس 50% شمال و50% جنوب، مع التأكيد على أن الاعتراض ليس على النسب وليكن 90% لما يسمونه "جنوب"، وإنما الاعتراض على الأسس الجهوية التي أعادت اليمن إلى الماضي وقطعت الطريق أمام اليمنيين في المستقبل من بناء دولة مواطنة متساوية، حيث أصبح المعيار هو القرية ومحل الميلاد، ولا عجب أن بطل ذلك هو الاشتراكي.
إن الاشتراكي ليس أغلى من اليمن، وإن التحريض المستمر ضد اليمن والاستهانة بثوابته من قبل ناشطيه هو ما يجعلنا لا نهادن ولا نشارك بالتغطية على الحقائق، بل نسعى لإظهارها، حيث أن ذلك لا يحتاج إلى عواطف تعوّد الاشتراكي على أن يتغذاها من الناس، بقدر ما يحتاج مصارحة وإن كانت مؤلمة.
على الحزب الاشتراكي أن يضع فاصلاً واضحاً بينه وبين الأصوات المتطاولة على اليمن شمالاً وجنوباً.. وإن زمن الشعارات قد ولى، والكذب قد ينتشر ويجد له رواجاً ولكن بين الجهلاء، ولن يستمر كثيراً.. آن الآوان لنقول لقوى الماضي الملطخة بالدماء إنه لا يحق لها العبث بمستقبلنا وإننا سنحاسبها إن فعلت.
آن الآوان ليتوقف هؤلاء المزايدون الذين "يعضونها ويبغون عطاها"، يدوسون على مقدسات الشعب ويحرقون الأعلام الوطنية، أن يتوقفوا عن المزايدة.. فما عاد فيهم ذرة مسؤولية أو إنسانية وهم الذين داسوا على أحلام ثورة التغيير وسلموا المستقبل للماضي بمسمياته الرجعية..
إن أي قيادي اشتراكي أو إصلاحي أو غيره، ليس بأشرف من بائع خضار في سيئون، حرقت العصابات النازية المدعومة سياسياً من الاشتراكي جلده، بحجة أنه ولد في ذمار.
وإن الشعب اليمني سيعصف بالاشتراكي وبجميع القوى السياسية والقيادات العسكرية والمدنية المختلفة إذا استمرت بالتهاون بالثوابت الوطنية والاستهانة بالشعب.. وهي رأس الفساد والقتل والتدمير في هذه البلاد.. وستعلم يوماً إننا لم نكن نعبر إلا عن الشعب الذي يراقب تطاولهم وتمزيقهم للبلاد..
أما حديثهم عن قوى الفيد...وووو.. فهو اسطوانة مشروخة، لأنهم إحدى تلك القوى، وقد ثبت لنا عندما ثرنا أن مشكلتهم ليست مع ما يزعمون، بل مع الخارطة اليمنية والإنسان اليمني، وهم بوق مأجور للمشاريع الدخيلة والمعادية لليمن أرضاً وإنساناً.
لقد كفروا بالوحدة اليمنية ووضعوا الفيدرالية و"فك الارتباط"، وكفروا بالتاريخ اليمني والهوية اليمنية وبدأوا تقسيم الشعب على أسس جهوية، كما كفروا بسبتمبر وأكتوبر ولعن آخرهم أولهم، ثم كفروا بثورة التغيير وقدموا المشاريع الصغيرة تفرض نفسها كأولوية على الحوار، وكان الأولى أن يتركوا فرصةً لليمن الذي تخلص من عصابة التخلف والفساد العائلية في صنعاء.. لكنهم سارعوا وأفسدوا كل شيء بتقديم حسابات الماضي وثاراته على حساب المستقبل.