[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الصراع الجنوبي بين الذاتي والموضوعي

إنني مستعد أن أموت من اجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول {فولتير}

قرار الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي الاخير بخصوص اعادة المبعدين والمتقاعدين الجنوبيين من مدنيين وعسكريين إلى وظائفهم السابقه هو في الاساس البدايه لاعادة الاعتبار للجهاز الاداري الجنوبي قبل الوحده وتأهيله للقيام بمهامه في ظل الدوله الفيدرالية القادمه .

هذا قرار صريح بأعادة الحياه لكوادر الدولة الجنوبية حتى يتمكنوا من ادارة حكومة الجنوب القادم بعد الاتفاق على نوعية الحكم بين المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء.لهذا السبب كان قرار الاخوه المشاركين في الحوار الوطني من القيادات الحراكيه الجنوبيه التي تمثل شعب الجنوب مثل العميد عبدالله حسن الناخبي والشيخ الصريمه والاخ محمد علي احمد قرار له مضامين مصيريه في غاية الاهمية على الطريق الصحيح لبناء الدولة القادمه على اسس علميه مدروسه لاتخضع للمزاجيه الانتقائيه العشوائيه لقيادات الحراكات الجنوبيه المطالبه بالانفصال الفوري دون ترتيب أ وتجهيز مدروس يجنبنا الفوضى واعادة اخطاء الماضي .

الشخصيات الجنوبيه المشاركة في حوار صنعاء الوطني صاحبة الروئ السياسية الذاتية الصائبة التي تحمل في طياتها مشروع سياسي وطني موضوعي متكامل يساعد على اصلاح الوضع السياسي الجنوبي الحالي المشتت بين الحراكات الموجوده ،والمتفقه على ان لا تتفق.

القيادات الحراكيه الرافضه للحوار الجنوبي الجنوبي وضد الحوار الوطني لا تملك رؤى موضوعيه لمشروع حكم عادل رغم الطرح والتنظير لبعض القيادات الحراكيه والكتاب الحراكيين الذاتيين الذين يبنون نظرياتهم وتحليلاتهم على اسس مناطقيه لاعادة انتاج الحكم الفردي الديكتاتوري السلطوي الفئوي المناطقي بكل مأسيه السابقه .

انهم لايريدون مواجة الحقيقه الماثله للعيان وهي ان محاولة الانفراد بحكم الجنوب لفصيل بعينه يعتبر اعلان صريح لبداية الحرب الاهليه الجنوبيه.

أن تهديد بعض الاخوه في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عبر وسائل الاعلام للقيادات الحراكيه الجنوبيه المشاركه في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء باعتبارهم لا يمثلون الحراك الجنوبي, ولن يسمح لهم بالعودة إلى الجنوب وسيتم رميهم بالحجارة إذا عادوا ,وطردهم من الجنوب ،وسحب الجنسية الجنوبيه لأنهم باعوا القضية الجنوبية على حد تعبير بعض الاخوه الحراكيين ربنا يهديهم .

هذا المنطق لايبشر بخير للقضيه الجنوبيه ,ولا يستطيع اصحابه ان يبنوا وطن ينعم بالسلام والمواطنه المتساويه تحت سيادة القانون.

إذا الاخوه في الحراكات المطالبه بالانفصال يهددون من يخالفهم في الراي بالرجم بالحجاره و بسحب الجنسيه الجنوبيه وهم لايزالون خارج الحكم وبدون سلطه فماذا نتوقع منهم اذا استلموا الجنوب وصارت لهم سلطه وقوه؟ للاسف الاخوه في الحراكات الجنوبيه المطالبين بالانفصال لا يملكون برنامج ولا خطط بديله لاباء ولا جيم ولا دال سوى المطلب اليتيم اعادة دولة الجنوب قبل الوحده بزعامة الزعيم .

إن المطالبة بالرجوع لكرسي الحكم واعادة انتاج الماضي هو نوع من المزاح الثقيل ، بل استهتار يدخلنا في صراعات وحروب مناطقيه قبليه جديده لا تستثني احدا.

الحوار الوطني يشكل بداية فعلية لوضع البلاد شمالاًوجنوباً على طريق الاصلاحات الديمقراطيه وبناء دولة المؤسسات على اسس فيدراليه عصريه .

ان قرار مشاركة القيادات الحراكيه الجنوبيه في الحوار الوطني يحمل بصمات ذاتيه بعقليه الانسان الموضوعي .عكس عقليات الاخوه المطالبين بالانفصال الذي اثبتوا لنا انهم يعيشون خارج المكان والزمان بعقلياتهم الذاتيه الانانيه التي لا تحمل اي معاني موضوعيه سوى التقوقع والانغلاق على الذات الذي لا يخدم الوطن والمواطن.

الانسان الموضوعي هو ذلك الشخص الذي يوضح لنا الامور وينقل لنا صور الاشياء كماهي دون تحريف أو نقصان وبدون مطامع شخصيه أو حزبيه أو مناطقيه,مستخدما عقله للوصول لنتائج فعاله تناسب حل القضية التي يؤمن بها دون التعصب لرؤية مناطقيه أو مذهبيه معينه تؤثر على حيادييته الموضوعيه.

لهذا نقول تحليل فلان كان موضوعي ,او قراره كان صائب اي واضح المقاصد والاهداف. اما الذاتي فتعني الشخصي أو الفردي المستقل بذاته والمتعصب لفكره الخاص ويحب ان تدور الارض وتجري الرياح حسب هواه وتشرق الشمس وتغرب كما يحب دون اعتبار لقوانين الخالق.

الفرق بين الذاتيه والموضوعيه حسب تفسير نظرية المعرفة باختصار: الذاتية تعني أن التفرقة بين الحقيقة والوهم لا تقوم على أساس موضوعيّ، فهي مجرد اعتبارات ذاتية، وليس ثمة حقيقة مطلقة، أما الموضوعية فترى إمكانية التفرقة.

وفي علم الأخلاق، تذهب الذاتية إلى أن مقياس الخير والشر إنما يقوم على اعتبارات شخصية؛ إذ لا توجد معيارية متجاوزة، أما الموضوعية فترى إمكانية الوصول إلى معيارية. وفي عالم الجمال، تذهب الذاتية إلى أن الأحكام الجمالية مسألة ذوق، أما الموضوعية فتحاول أن تصل إلى قواعد عامة يمكن عن طريقها التمييز بين الجميل والقبيح.في المقابله الاخيره للاخ عبدالله الناخبي مع ازال قال :انّا نعيش حالة صراع حراكي منذ عام 67 حتى اليوم.

كلام في منتهى الواقعيه والصراحه والموضوعيه. قال رالف و.أمرسن ذات مره.العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب .هل نعرف فعلا إلى اين نحن ذاهبون؟

زر الذهاب إلى الأعلى