[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

محظوظون بك يا جمال

جمال بن عمر ساقه الله إلى اليمن وكان الرجل المناسب لما يمتلك من صفات الحكمة والاناءة والصبر وقوة التحمل، أيها الرجل العظيم كل يمني يرسل لك رسالة شكر وعرفان، كل يمني يقول لك بوركت ياجمال وبوركت اعمالك الكبيرة، ولن يكون الشعب الا سندا لك في مهمتك، كم نلت من اعجاب وحصدت من دعوات لرب العباد حين جعلك الله سببا لحقن الدماء وجمع الفرقاء، فلن ينسا لك التاريخ هذا الدور .

ننظر إلى المرحلة الآن بأنها أخطر مما مضى، فالحوار قيمة ايجابية ولكن المتربصين باليمن من خارجه ومن داخله لا يزالون يحاولون افشال الحوار ومساعي التقريب، والبعض يريد صناعة مشاريع بعيدة عن اهداف الثورة ومطالب الشعب، والبعض الآخر يريد العبث بقيمة الحوار ليكون دائرة مفرغة من المضمون، خارجاً عن سياق ما حدّد له وما يراد له ان يكون.

يحتاج الشعب إلى تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية، ووضع النقاط على الحروف احيانا بعيدا عن الدبلوماسية، حتى يعرف الشعب صديقه من عدوّه ويتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، فنحن نعلم ان الكل يدّّعون حب اليمن والعمل لمصلحته، وفي نفس الوقت نعلم ان هناك من يسعى لهدم المعبد وتخريب اليمن وبناء مشروعه الخاص على انقاض اليمن الكبير ،ونعلم أن من الموجودين داخل مؤتمر الحوار من ليس مقتنع به، ولا يريد نجاحه، ولن يستمر فيه.

ولكن رغم ذلك المهم لدينا وحدة اليمن واستقراره، وانت تعلم ان النظام السابق انهك البلاد وأوصلها إلى الفشل وحافة الهاوية، وإن الخوض في غمار التفتيت أو التجزئة في ظل هذه الظروف سيكون انتكاسة وعودة إلى الويلات والحرب لا سمح الله مهما كانت المسميات والمبررات -فيدرالية، اتحادية - اوغيرها، وعليه فإن بناء الدولة القوية في أمنها وجيشها، وتنميتها، وقضائها، وتصحيح أخطاء الماضي وإعادة الحقوق لتهدأ النفوس ليس في الجنوب وحسب بل حتى في تهامة وتعز والجوف ومأرب وصعده وغيرها ذلك أمر لازم يسبق اي مشروع آخر.

شباب الثورة كان صاحب الفضل ولا زال، وهو صاحب الامتياز في كل ما يجري من تحرير للوطن وفكّه من براثن العبث وتخليصه من أنياب الأسرة، لذا كان من الواجب اعطاؤهم أكثر مما حصلوا عليه والضغط لإقرار قانون العدالة الانتقالية الذي يضمن لكل المتضررين حقهم ويرد للناس مظالمهم، وليبقى المجرم في دائرة الاتهام والمسئولية عما فعل، خاصة وأنتم في الامم المتحدة لا تعترفون بالحصانة التي لا يعترف بها الثوّار أيضا.

الشعب اليمني كريم مسامح، ينظر إلى الأمام أكثر من الخلف، و إلى المستقبل أكثر من الماضي، يتحمل المشاق والعناء، ولكنه لا يقبل الضيم ولا عودة عناصر التخريب والفساد ،وقد أخذ عليكم حين قبلتم بالقتلة والناهبين والمتسببين في خراب البلاد ليكونوا ضمن العملية السياسية، وعليكم محاولة تصحيح الخطأ، فقد قبل الشعب بهم لتنجو السفينة فقط لا لقناعتهم بألئك النفر الملطخة ايديهم بالدماء، والمليئة بطونهم بأموال السحت، فلا تعوّلوا عليهم كثيرا لأنهم لم يفعلوا شيئا طيلة عقود.

أنت تعلم أن اليمن كان يدور في فلك أصحاب النفوذ ومراكز القوى وقد حان الدور للشعب ليأخذ دوره في تدبير شؤونه، والتحكم بنفسه ولا يمكن ذلك الاّ بأمرين :
دستور يضمن حق الشعب، والتداول السلمي للسلطة، ويمنع الاستبداد، ويمنع أن يكون لشخص حق التحكم في كل شيئ، دستور يعطي للشعب حق المحاسبة والمراقبة على من يتولى شيئا من أمره، ويحدد حق العدالة المتساوية والتوزيع العادل للثروة، دستور يحافظ هلى هوية الشعب الدينية والوطنية، ويرسخ القيم الاصيلة لليمن ويحفظ لها عمقها التاريخي، هذا أولاً، وثانياً قانون انتخابات يضمن النزاهة والشفافية، ويحقق قناعات الشعب وما يريد.

السيد/ جمال بن عمر : كثير من شباب اليمن يعيش خارج اليمن، مهجّّر في كل بقاع الأرض، ليس كرها في اليمن، ولكن الضرورة والسياسة الفاشلة للنظام السابق، المغتربون اليمنيون بهم من النخب والعقول المستنيرة، والحريصون على الوطن الكثير، يمتلك الكثير منهم رؤية لاخراج اليمن وحل مشاكله، لأنهم أكثر الناس خوفاً عليه وأكثرهم حرص على رفعة شأنه لما يرو في غيره من النماء والازدهار، ولأنهم عايشوا غيرهم وغاصوا في تجارب الآخرين، لذا عليكم لفت النظر اليهم، واعطاءهم المكان اللائق بهم، وانا استغرب حين غاب الممثلون عنهم الاّّ من عدد بسيط جداً رغم تحفظي على البعض منهم، ولم ينالهم شيئ من الاجتماعات التي تمّت من قبلكم كما المكوّنات الاخرى، ولكن حسبنا ان منهم الماوري وجميح مع تطلعنا للمزيد من الدعم والاهتمام.

وأخيرا تحياتي اليك والشكر موصول إلى فريقك الكريم، وأتمنا أن نكون نحن اليمنيين أكثر حرصاً، وحكمة، وأوسع نظرة .

زر الذهاب إلى الأعلى