آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إلى رئيس معجزة موفمبيك.. ماذا بعد الثلاثة أشهر سعودية؟ ‏

على مدخل فندق موفمبيك الشهير في صنعاء الذي يقام فيه مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ‏اليمن تجد صورتين معلقتين، إحداهما للرئيس عبدربه منصور هادي، والأخرى للملك عبدالله ‏بن عبدالعزيز على الأرجح.. ‏

قال الرئيس هادي قبل أيام إن ما يجري في ذلك الفندق معجزة من معجزات العالم، هي الأولى من نوعها، والناس ‏يضحكون ويبكون على هذه المعجزة المؤامرة التي جمع إليها الرئيس هادي القوى المتمردة ‏على الجمهورية والوحدة والثورة بأغلبية وأدخل القوى الوطنية كشاهد زور، ليخرج المؤتمر ‏بعد مسرحية هزلية بإعلان تقسيم اليمن إلى أقاليم مؤقتة وإلغاء الوحدة اليمنية. ‏

وخارج الفندق تجري أمور مختلفة تماماً، لا وقت للحديث عنها، لنبدأ من الجارة العربية ‏السعودية حيث أكثر من مليون يمني مغترب يكفل الواحد منهم أسرة مكونة من 6 كمتوسط ‏على أقل تقدير، هذا يعني أن ثلث الشعب اليمني يعتمد في الدخل على المغتربين الذين ‏يجنونها بعرقهم و80% منهم مهددون بسبب التعديلات الأخيرة.. ‏

الثلاث الأشهر التي أعلنتها المملكة العربية السعودية لا تكفي أبداً لتصحيح أوضاع هؤلاء ‏الذين دخلوا بإقامة شرعية، وقد مضت أسابيع من الثلاثة أشهر سعودية ونحن نسأل بعض ‏المغتربين هل صححتم أوضاعكم؟ قالوا لا.. ولقد كتب الكثيرون إن تطبيق القرار على ‏اليمنيين يعني إعلان السعودية حرباً على اليمن.

هذا يعني أن اليمن أمام أزمة طاحنة فلا نتائج معروفة لزيارة وزير الخارجية ابوبكر القربي ‏الذي حمل رسالة إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ولا نعرف ماذا فعلت ‏حكومة المبادرة الخليجية ورئاسة المجتمع الدولي وماذا فعل عبدربه منصور هادي.. ‏

الجوع يخيّم على اليمن وينزل كالبرّد، والثلاثة أشهر سعودية تتسرب من بين الأصابع، ‏وحاكم موفمبيك عبدربه منصور هادي لم يفعل شيئاً ملموساً حتى الآن أمام أكبر أزمة تواجه ‏المرحلة ويمكن أن تسقط على إثرها البلاد.. ‏

يا حاكم موفمبيك.. إما أن تفعل خطوات دبلوماسية مع السعودية أو تعلن عن مشاريع ‏استيعابية أو تستعد للحرب.. افعل شيئاً خارج حوار الخيانة الذي لا شرعية له.. سيكون اليمن ‏أمام أزمة طاحنة من النوع الثقيل الذي لا يقارن بعام 2011.. لأن الاقتصاد سينهار ودخل ‏المواطن يكاد ينعدم.. ‏

يا أحزاب موفمبيك ويا رجال الفنادق وأمراء الحروب والمشاريع الصغيرة ولجان الـ50 ج وش وال200 دولار، الشعب ينظر لحواركم بسخرية ‏وينتظر من يفكر بقضاياه العظمى قبل أن يقلبها عليكم ناراً.. أين المسؤولية تجاه الشعب يا ‏فخامة السفراء؟ يا سعادة العملاء؟.. ‏
يا جلال ويا عراسي؟
ماذا بعد انتهاء الثلاثة الأشهر السعودية؟.. ‏

Back to top button