آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

انتزاع التفاؤل من اليأس

عندما كانوا يتحدثون عن الكلمة واثرها العجيب في تسيير العقول أو تغيير الافكار لم يجانبوا الحقيقة ابدا فأثر الكلمات القوية التصادمية كفكرة كلمة ارحل انجبت في حينها ثورة تغييرية عصفت بالكثير من المؤسسات والهيئات والمرافق وبات الكل يطالب برحيل الفساد دون مواربة أو جدال

وحين سيطرت علينا فكرة كلمة حوار حدث انسياب جمعي نحو التحاور مع الآخر وتم تقبل الحوار كبديل وكفكرة حضارية تتميز بها الأمم . فلو لم يكن هناك من جمال لربيع الثوارات العربية سوى فكرة الحوار وثقافته التحاورية لكفى بربيعنا العربي الذي اوجد للكلمات الميتة ارواحا تتنفس في عقولنا.و فكرة تنقيل الحوار في عدد من المحافظات لها معاني قوية في تعزيز التعايش اليومي مع الحوار ليكون حوارا جماعيا وليس خاصا بجماعة الحوار .

فماذا لو ظللنا على نفس المنوال نعزز ذواتنا ونحفز انفسنا بألفاظ يكون اثرها فعالا وقويا في افعالنا مستقبلا ويكون لها الاثر في خيارتنا المستقبلية بدلا من لغة التشاؤم الدراجة في هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة اليمنية التي هي بأمس الحاجة لقلوب كبيرة متفائلة تتسع للآخر بأخطائه وتجاوزاته سعيا من اجل تصحيح المسار للجميع والدفع بالتي هي احسن .

لعل الاعلام بيده ملكوت الكلمة النافذة وسلطان السلطة الجامعة والمفرقة وهو سلاح ذو حدين .فماذا لو توجه كلا الحدين للقضاء على التشاؤم ولغة الاثارة والتربص ونفخ المعضلات واكتفينا فقط بالتفاؤل بمخرجات الحوار .

ماذا لو ظللنا نهمس في آذان الفساد ( انت راحل ولم تعد بيننا ) بدلا من ان نوسع من انتشاره بنشر بطولاته وانتصاراته علينا وتوصيف قدراته وتفنن الآعيبه وكيف غلبنا وهو المغلوب حتى جعلناه غولا خارقا يصعب انتزاع جذوره الضاربة في احشاء اليمن .لقد
صنعنا وحشا هشا يطارد احلامنا بالغد .

ماذا لو قزمناه وحجمنا اثره فينا ثم نزعناه كقملة صغيرة عششت في رؤوس المسؤولين والنافذين.؟

(أن كنا نخاف الظلام فالظلام يشع من اعماقنا وان كنا نخشى المواجهة فلأننا لا نريدها .و(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر)

نحن بأقلامنا نصنع معاركنا وحروبنا ضد الفساد وبها ننتصر انتصارا ليس حبرا على ورق بل هو الشنق على المحابر ونزع حجج الباطل بسيل الحقائق حتى يضيق الفساد بأهل الصلاح ويرحل فلا مكان في اليمن الجديد الا لأبنائه).

الحلم الكبير الكامل لكل اليمنيين ان ننعم بيمن جديد ودولة مدنية متحضرة تحترم الفرد وتحسب له حسابا تنتشله من فقره وجهله وبطالته وتنقذه من تسكعه على موائد الجوار في غربة مذلة ومهينة هذه الغربة قد غرزت فيه تدرجيا نفورا من وطن (الذي ما يعزك لا تعزه )و هذا الحلم الجماعي يجب ان يبقى نصب اعين الشعب بكل مستوياته وطوائفه جماعاته وافراده فردا فردا كي لا نغفل أو نيأس في ملحمة الفترة الانتقالية ومصاعب المرحلة الحرجة كي لا ننسى ما هدف الثورة ولماذا سقط الشهداء ولماذا خرج الشعب في لوحة واحدة مثالية .؟

هذه رسالة الاقلام الصادقة الطاهرة في وجه التشاؤم واليأس .الاقلام التي لا تهدم الوطن بمعاول الكلمة ولا تحفر قبرا للأحلام بفؤوس العبارات انها الاقلام التي تصنع الغد.

وهذه هي خاتمة الصراع بين زعماء الظلام وزمن الضياء فأما ان نتحد جميعا في بوتقة واحدة لنزع الحلم من جوف الفوضى وظلامها واما ان نتركها تبتلع وطنا وشعبا إلى غير رجعة .

زر الذهاب إلى الأعلى