آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إلى كهول الدولة والأحزاب (باعدوا من طريقنا)

(جيم جونغ أون) زعيم كوريا الشمالية من مواليد 1984م ومع ذلك يقود بلاده ويهدد أمريكا بحرب نووية، ومؤخرا تنازل أمير قطر وباني نهضتها لنجله تميم الذي هو في الـ33 من عمره، معلنا في زخم الربيع العربي الذي أشعل جذوته الشباب بتقديم تميم الشاب للمنصب الاول.

ليكون أول حاكم عربي يترك السلطة وهو في قمة عطاءه، من بين أقرانه من الملوك والأمراء والرؤساء الكهول، وبعضهم ما يزال يتربع على كرسي الحكم ، حتى وقد ألقت بهم السنون في مقعد متحرك أو في المشافي وغرف العناية المركزة.

مشكلة هؤلاء الكهول أنهم يحتكرون المشهد والساحة والمنصب والإمكانات والقدرات، يسدون الأفق أمام الجيل الجديد، فتبقى السياسة ومخرجاتها شائخة عقيمة رتيبة متجمدة ، وبلدان وشعوب ترزح في آخر الركب، وهذا حال أمتنا.

لايقتصر الحال في مرض العجز والإنتقاص من قدرات الشباب لدى الحاكم العربي فحسب ، لكنه يمتد إلى رؤساء المكونات والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والمجتمعية، وكأنه وباء مستفحل ،أصاب الرأس وكل الأطراف والأذرع والأعضاء في أوطاننا.

مشكلتنا كشباب في الأحزاب والمنظمات والنقابات والإتحادات والهيئات والمؤسسات، في سيطرة نخبة من الساسة والمسئولين والقيادات الهرمة، يتصدرون كل شيء، وتسند إليهم كل المهمات، القرار والمنصب والتمثيل.

رؤساء الحزب في المركز والفروع، هم المرشحون دون غيرهم للمنصب القيادي في الدولة أو الإنتخابات النيابية أوالمحلية، المشاركون دون غيرهم في المؤتمرات و الحوارات وحتى وجبة العشاء والإفطار في أي مناسبة رسمية، أو المشاركة في رحلة ترفيهية في الداخل أو الخارج، ولا مكان لغيرهم وحدهم.

وعلى الشباب أن يخرسوا صامتين في القاع والأطراف والمحافظات والمراكز ، ينافحون عن الثورة والدولة والوحدة والوطن والحزب والتنظيم ،ويحمدوا الله الذي منحهم هذه القيادات المخضرمة والخبيرة والمجربة، التي حباها الله بقدرات خارقة في مختلف المجالات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وإعلاميا وكل شيء.

أعرف زميل صحفي مرموق في عدن ويشار إليه بالبنان ويعتقد الخصوم أنه المدعوم بسخاء من الدولة والحزب وأصحاب النفوذ في المركز، فيما هو حتى اليوم بلا درجة وظيفية، فمن يصدق أن الصحفي أنيس منصور بلا وظيفة وقد جاوز عمره الـ35عاما؟!!.

أنيس كنموذج فقط لكوادر وشباب ناضجين من مختلف الأحزاب والمهن والتكوينات (إصلاح وإشتراكي وحراك ومستقلين ومؤتمر) ومن محافظات شتى، مشكلتهم الخذلان وأنهم يعملون في الأطراف في وقت يتقاسم الساسة الحصص في المركز بوتيرة عالية.

بقي علينا كشباب أن نهتف بالصوت العالي (هرمنا) لعله يخترق صمم هؤلاء الكهول، فيفتحوا أفقا سدوه أمامنا منذ وعينا الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى