مع قيام حكومة مملكة البحرين وعدد آخر من الحكومات الخليجية بتنفيذ توصيات ومقررات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بشأن ملاحقة ومتابعة حزب الله الإرهابي ورصد عناصره وتحديد مصالحه، ومتابعة فلوله وخلاياه العلنية والسرية وواجهاته السياسية والإعلامية، يكون لزاما على جميع دول المجلس التأسي بالخطوة البحرينية الرائدة والتفاعل الجدي والصميم معها كخطوات فاعلة لابد منها لتحصين الجبهة الداخلية ولتقوية جهاز المناعة الوطنية من فايروسات الإرهاب والتخريب والطائفية والروح الحاقدة والتدميرية التي تميز سلوك وممارسات أهل ذلك الحزب الفارسي الشعوبي والتكفيري والطائفي والعميل والحاقد، ولكن وإنصافا للموضوعية والتزاما بالحقائق الدامغة وبالوقائع الثبوتية، ينبغي أن تتوسع أطر المتابعة القضائية والسياسية لتشمل أطرافا أخرى هي حليفة بالسليقة وبالطبيعة وبالعمل الإرهابي المشترك مع ذلك الحزب وأعني بذلك تحديدا مجاميع العصابات الطائفية في العراق، خصوصا حزب الدعوة العميل والعريق والرائد بممارسة الإرهاب وتعميمه.
خصوصا وأن الملف التاريخي والسيرة الذاتية لذلك الحزب تجعله مصنفا على شاكلة (مسجل خطر)! نظرا لسوابقه الإرهابية الثابتة ضد دول المنطقة، خصوصا دولة الكويت التي كانت أكثر الأطراف العربية والخليجية تضررا ومعاناة من إرهاب حزب الدعوة وكما بينا في مقالات ومناسبات سابقة!
ولابتكاره لأساليب العمليات الانتحارية من خلال الانتحاريين الإرهابيين قبل أن يظهر تنظيم القاعدة ويتعلم تلك التقنيات من أهل الدعوة تحديدا الذين دشنوا بممارساتهم الإرهابية أشد فصول الإرهاب الدولي قساوة وعنفا في الشرق القديم. من مدرسة حزب الدعوة الإرهابية تخرجت التنظيمات السرية الأولى لحزب الله اللبناني، ومن أساتذة حزب الدعوة في فنون الإرهاب الدولي برز عباقرة ورموز الإرهاب الدولي من أمثال أبو مهدي المهندس وهو العميل الإيراني الذي فجر منشآت الكويت في عام 1983 وهو اليوم من أقوى الشخصيات الإرهابية في المنطقة البغدادية الخضراء وحيث يمارس قيادة ميليشيات إرهابية تمارس القتل الطائفي وتؤسس لتسويق الرؤية الإيرانية وفرض هيمنة دولة الولي الفقيه ضمن إطار المصالح القومية الإيرانية العليا التي تتدثر برؤى الدجل الطائفية السوداء والتي تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي والكياني لدول الخليج العربي.
ووسط معمعة الفتنة الطائفية السوداء التي تضرب المنطقة حاليا بعد إعلان حزب الشيطان اللبناني الانخراط العلني والصريح في تدشين فصول الحرب الطائفية التقسيمية في الشام يخرج علينا نوري المالكي وهو رئيس لذلك التنظيم العصابي الإرهابي (الدعوة) بتصريحاته المحذرة من الطائفية والإرهاب وليتغاضى تماما ونهائيا عن أي ذكر لدور حليفه حزب الله في تسونامي الطائفية الذي يضرب المنطقة ويحيلها لهشيم تذروه الرياح التقسيمية والتدميرية، جميعنا يعلم بأن الإرهاب ذو طبيعة تراكمية وهو لا يسقط بالتقادم.
وملف حزب الدعوة الإرهابي عامر وحافل بجرائم وممارسات متنوعة وهو حتى اليوم ومن خلال وجوده على رأس السلطة في العراق متورط بجرائم بشعة ضد الإنسانية في العراق وبالتواطؤ والتعاون في تسويق المخطط الإيراني القديم بحلته المتجددة والمستمرة وذلك عبر التنسيق السري والفاعل في إنشاء وحماية الميليشيات الطائفية وفي المشاركة في الحرب الطائفية في سوريا عبر دعم المقاتلين الطائفيين العراقيين من أتباع لواء أبو الفضل أو من زمر وعصابات عصابة العصائب الإرهابية أو جيش الوطواط المختار، وبقية جماعات الإرهاب والدجل والخرافة التي أصبح سوقها رائجا في العراق الراهن والذي تحول للأسف بسبب حزب الدعوة وشركاه لمستوطنة طائفية متخلفة.
وأضحى للجريمة وأهل الإجرام فيه حظوة وسلطة ومكانة! ترى من كان يتصور أن ذلك الحزب الإرهابي المنبوذ (حزب الدعوة) سيتحكم بمصير أعرق بلدان الشرق القديم (العراق)؟ ومن كان يعتقد مجرد اعتقاد بأن الحزب الطائفي الإيراني التأسيس والولاء والذي أنجب وتخرج من مدرسته عتاة الإرهابيين أصبح قادته اليوم يصنفون الأحرار ويتهمونهم بالإرهاب!؟.. إنه فعلا زمن الغفلة...
دول الخليج العربي إذا أرادت رد الأذى عن حياضها وحفظ مجتمعاتها فلابد لها من إعادة تقويم وتصنيف حزب الدعوة الإرهابي وتصنيفه ضمن نفس القائمة الإرهابية السوداء لحزب الله اللبناني!!.
ومن يتصور العكس فهو واهم، لأن أفاعي الطائفية والفتنة السوداء لم تزل حية تسعى.. فهل تتحرك الأطراف الخليجية لتدارك الموقف... نتمنى ونأمل...