الوقائع والأحداث السياسية أثبتت أن قيادة المملكة العربية السعودية التي تملك المقدرة المالية التمويلية تفتقر إلى التخطيط الإستراتيجي في سياساتها الخارجية وتنطلق من ردود فعل آنية ، فقد ساعدت المملكة على إسقاط الجبهة السنية الشرقية في العراق وفتحت أبواب الشر المجوسي على العالم العربي والإسلامي بشكل عام وعلى المملكة بصورة خاصة ، وهاهي اليوم تساعد في إسقاط الجبهة السنية الغربية في مصر لصالح المد الشيعي المجوسي الإيراني ..
وكان الأولى أن تكون مصر مرسي بتأثيرها الإقليمي ميزان قوى سني رديف لميزان القوى السعودي والرئيس مرسي كان مدركاً لهذا البعد الإسترتيجي وفي أول زيارة له للمملكة العربية السعودية صرّح ذلك التصريح الشهير (أمن الخليج خط أحمر) في إشارة واضحة لهذا البعد الإستراتيجي ، فمتى ستعي المملكة أن الخطر الإيراني المجوسي بقاعدته المركزية في إيران وأذرعة في العالم العربي (الأحزاب الشيعية) لا يمكن مواجهته إلا بأن تكون السعودية القاعدة المركزية لأهل السنة والأحزاب السنية الإخوانية هي أذرعها في العالم العربي والإسلامي لمواجهة الخطر الإيراني..
ما لم فإن تعاظم الخطر الشيعي سيشعل النار المجوسية في السعودية من الداخل - شيعة المناطق الشرقية وشيعة المناطق الجنوبية (نجران وما حولها) ومن الخارج عبر تطويقها بفك كماشة من العراق واليمن .. فهل من مدكر.
*مسؤول التخطيط السياسي في الإصلاح سابقاً.