أختلف مع الكثير من سياسات ومواقف الإخوان المسلمين. ومع ذلك' لايستفزني شيئ 'اكثر من إستهدافهم كجماعة.
إستهدافهم كجماعة' وعلى نحو تعميمي' إستئصالي وإجتثاثي 'بدلا من نقد سياساتهم وبرامجهم' أو حتى مواقفهم وسلوكهم الفعلي، يبدو نوعا من العمى الادراكي التام. يشوش الرؤية' والبصيرة' ويصيب بالكآبة.
ففضلا عن ان التعميم خطأ منهجي قاتل ' على العموم' فهو ' إلى ذلك أمر غير إنساني ' يختلط فيه السياسي والشيطاني.الأهداف المشروعة مع الأغراض المشبوهة'مع الحركات المضادة' مع (نظريات نهاية التاريخ) على السواء.
مناهضة الجماعة' كجماعة ' كوجود وليس كسلوك' بدلا من معارضة سياساتها وبرامجها، ومواقفها وسلوكها الفعلي.. ينسف فكرة التعايش' التي يأمل الناس أن تتخلق مع ثورات الربيع العربي. التعايش ليس مع مكون هام' وأصيل من مكونات الأمة فحسب بل 'وتاليا ' بين الجميع. إذ ليس من شأن النزعة الإقصائية الإستئصالية الإجتثاثية سوى التأسيس لدورات من العنف والعنف المضاد.
كما أن إقامة التحالفات في مواجهتهم 'كجماعة 'وليس على اساس برامج ورؤى اخرى' تنافس برامجهم ورؤاهم' من اجل تقديم بديل افضل، ومختلف، للناس، بمن فيهم جماعة الاخوان نفسها. تجعل منها، تحالفات ظرفية، انتهازية، وغير بنائة، ان لم نقل هدامة، لكونها تحالفات تقوم على مجرد الكراهية، لا غير.
ومع التسليم بخطأ الكثير من سياسات الجماعة' وبغموض الكثير من مواقفها' إلى حد يجعل من الصعب فهمها' نزولا على قواعد الممارسة السياسية' كما يعرفها ويتوقعها التاس. الا أن معارضتنا للجماعة' من حيث هي وجود' وليس من حيث هي برامج وسياسات ومواقف وسلوك' لاتساهم في تكريس أسس الديموقراطية المنشودة' بل هي تضاعف تلغيم هذه الاسس' وتسمم الحياة السياسية والإجتماعية برمتها. وحينما نفعل ذلك' عن عمد وإصرار لا نبدو الا وكأننا (إخوان الشيطان)' في مواجهة (الإخوان المسلمين).
شيطنة الخصم، لغرض اجتثاثه، هي الشيطنة عينها.