[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

العرب كفئران تجارب!

يسرفون في الكذب الفاضح ليدرجوه في موسوعة الحقائق الدامغة وينشئون مراكز تمتهن فن ‏الكذب الصادق كي يكسروا إرادتنا ويشنون رهاب الخوف في نفوسنا إزاء فكرة الانعتاق من ‏عبودية البشر، يكيفوننا على حقائق ترسمها عقولهم في مستقبلنا نحن ويفرضونها علينا دوسا ‏بالاقدام أو حشوا في الرؤوس. ‏

وكفئران التجارب يمارسون على رؤوسنا إختراعاتهم ويلقنوننا مبادئهم كي نتلوها في ‏صلواتنا ثم يقلبون الامور على خياراتنا ويسجلون ردود الفعل العقيمة كي يثبتوا براءة اختراع ‏‏(العربي الضعيف والاحمق) وجدوا اننا قوم مخلصون فإذا احببنا الفكرة عشقنا الموت من ‏اجلها فوهبونا الكثير من الافكار الزائفة فمات الآلاف منا دون ان يذوقوا حلاوتها. ‏

ووجدوا ان فينا حلماً وصبراً يتخطى حدود العقل الراكد فمنحونا مئات الاختبارات يبتلوا هذا ‏الحلم الاعجازي واكتشفوا بدراية وذكاء ان العربي الاصيل كل ما اشتد عليه البلاء اشتد به ‏الحلم والغباء (فإلى أي مدى يمكن ان يصل حلم الأحنف بن قيس العربي الأصيل وقد تحالم ‏كثيرا لرؤية جثمان ولده مجندلا بسلاح ابن العم الاحمق المغرور. إلى متى يظل الحلم شعار ‏الحكماء والعقلاء و إلى متى يظل الاحنف العربي رمزا للحلم المثقل بالاوجاع) وان كان ابن ‏العم الجاني أو حتى الاخ الجار فلماذا لا يكون القصاص بندا اخر في حسابات الحكماء ( رميت ‏نفسك بسهمك وقتلت ابن عمك) هذا كان تصريح الاحنف الوحيد والحليم جدا.‏

‏ ما عاد فينا (ربيعة بن مكدم ) رغم جاهلية نعيشها رغما عن انوفنا قد تركنا خصال الجاهلية ‏فلا يجهلن احد علينا ويدعي حمية الدم أو الشجاعة أو النجدة أو ما شابه من تلك الامور التي ‏اصبحت تدعى مؤخرا تهورا وقلة عقل نحن شعوب تحفظ عراقة ماضيها وتتغنى بأمجادها، ‏انما سقط منا سهوا دون قصد قصص خيالية للشجاعة والمروءة والنجدة وما عاد في سجل ‏مآثرنا سوى قصص الصبر على البلاء والحكمة عند المصائب والشقاء، والصبر علامة ‏مميزة وراع دائم لكل مأسينا. (فإلى أي حد قد يصل صبر أيوب فينا.. و ها قد ذهب الحرث ‏وابيد النسل واثخن الجسد بالآلام.. والعلل نكابدها يوما بعد يوم وهل يكفي حمم الدم مغتسل ‏حارق وشواظ نتجرعه ليل نهار ) حتى يعود القلب سليما والجسد العربي فتيا صحيحا يطرد ‏عوالق الغرب واحذيتهم المهترئة. ماذا يمكن للعربي ان يغير من سمات جبل عليها وحفظها ‏القاصي والداني واصبحت حياته مسرحا لكل لاعب أو ناهب يتوقع ردة الفعل وكيفية الرد ‏والعود من حيث البدء.‏

‏ حتى ثوراتنا صارت اعجوبة الزمان فقد تقوم ثورة لتقوم عليها ثورة و لتقوم عليها اخرى، ‏حلقة مفرغة اخرى في حياة العربي العجيبة فكيف لا نجهل فوق جهل الجاهلينا.‏

زر الذهاب إلى الأعلى