العرب أمة شرَّفها الله بالإسلام، وأعزّها به، فقدمت هذه الأمة رسالة للبشرية والإنسانية يشهد التاريخ أنها كانت أعظم الرسائل، وأروع معاني الحضارة بشهادة علماء ومفكري الغرب أنفسهم.
ولا ننسى ساعة هارون الرشيد لشارلمان والمساواة وحماية الأقليات اليهوية والاضطهاد في الأندلس وحرية التدين، ولم تعرف حضارتنا أي مفاهيم غير الدفاع عن معاني الإنسانية، كما عمل صلاح الدين مع خصومه، وبعد دخول القبلية والعنصرية والعرقية انهارت الامبراطوريات الإسلامية وبقي الإسلام قوياً لأنه بحماية الله، والدليل على ذلك إسلام المغول، وبعد دخول الاستعمار وتقسيم العالم الإسلامي في سايكس بيكو وغيرها والغزو الثقافي نشأ عندنا جيل ولاؤه للغرب، ثم للشيوعية التي أثرت على منهج ورسالة هذه الأمة وأبعدتها عن صف الريادة والقيادة إلى صف دول ضعيفة تعتمد على غيرها.
خرجت عدد من الدول من الاستعمار لتصبح دولاً لها شأن وتفرض قوتها على العالم مثل الهند وكوريا وغيرها، من خلال الحفاظ على الوحدة الوطنية والسعي في قوة اقتصادية وتكنولوجية وثورة معلومات، والسعي لمستقبل أفضل، أما نحن فقد انتكسنا إلى أحزاب وقبائل ومذاهب، في الوقت الذي تجاوز اليوم الاتحاد الأوروبي مرحلة الخلافات وأخطاء الماضي فوحد العمل والمواقف، والاتحاد الإفريقي والآسيان وأمريكا الجنوبية. أما نحن فجامعتنا مريضة، ونحن نريد في اليمن دولة شمالية ودولة جنوبية، ودولة حوثية والدول تنقسم لدول ونريد دويلات في سوريا للسنة والعلويين وللدروز وفي العراق دولة كردية ودولة سنية ودولة شيعية، وفي المغرب العربي دولة أمازيغية ودولة عربية، والسودان دولة دارفور ودولة كردفان، وانفصل الجنوب..
وجاء الربيع العربي ليزيد الناس انقساما وعداء، للأسف العناصر المثقفة السياسية و"النخبة" تزيد مصالحها لا مصالح أمتها، فالأنانية وحب الذات ثقافة متزمتة وديكتاتورية متخلفة ترفض الآخر وتتعامل بكراهية وحقد نحو المخالفين، وهذا ما نشاهده في صراعات الستينيات، لم تتجاوزها أبداً أشاهد في قناة روتانا ندوة تثير الغثيان لعبدالحليم قنديل وشخص من التجمع اليساري كلها أحقاد وعداء لا نرى فيها أملاً للمحبة والوحدة كلها وكراهية للإسلام، وعنصرية بقية المحاور من إذاعة وصحف ومجلات تبث الكراهية والحقد والعداء ضد الأطراف المختلفة ما هذا الذي نقدمه للأجيال العربية؟ هؤلاء يغرسوا ثقافة كراهية ودمار. ما يجري في العراق واليمن مأساة، وكذلك ليبيا، فالشعوب اليوم تعاني من الجماعات اليسارية والليبرالية والجماعات الدينية المتطرفة، ولم يقف ذلك عند الداخل بل وصل إلى بلاد الغرب، ما يقدم الإسلام بصورة قاتمة.
لأن هؤلاء أنصاف متعلمين يدّعون السلفية ويدعون الصوفية وغيرها، ويلبسون ثياب قصيرة ويكفرون ويحرمون ويقلدون الغرب، هذا هو الإسلام؟ الإسلام اليوم هو الحل للإنسانية، ولكن هناك ما يشجع هذه الجماعات ليقول لها هذا هو الإسلام، جماعات تكفيرية وجماعات منحرفة، وجماعات إيران التي شغلت الأمة بصراعات يزيد والحسين وتعيدنا لما قبل ألف سنة وكأن الجيل المعاصر يجب معاقبته لصراع أشخاص لا يعرفهم ولم يرهم ليقولوا هذا هو الإسلام، إذا حكم ماذا نصنع اليوم فشلت الشيوعية وفشل الغرب في فكره وليس في علمه، ولكن نحن عندنا الحل والرسالة التي شرف الله بها محمد صلى الله عليه وسلم القائد العظيم الذي يتجرأ اليوم على سبه شباب تمرد المصري في أرض الكنانة للأسف، ويتكلم في عرضه وزوجه أتباع إيران الذين لا يودون وحدة الأمة وقوتها وتحمل العرب دور الريادة، هؤلاء الساسة أساؤوا والإعلاميون المرضى الذي يحتاجون لعيادات نفسية دمروا وبثوا السموم كالحيات والعقارب، نحن بحاجة إلى أن نقدم مراكز للثقافة والحضارة الإنسانية للغرب، تمنيت من دول مجلس التعاون أن يقدموا ندوات للحوار ومراكز للحوار وللفن والثقافة والحضارة الإنسانية، وتمنيت من الأزهر والجامعات الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب وغيرها أن تقدم مشاريع حضارية إنسانية وصورة مشرقة، وألا تترك الساحة لدعاة الظلام، وتمنيت للعقلاء أن يتحركوا ولا يتركوا لبقايا اليسار الذين دمروا أمتنا سنوات، وهزموها ليتصدروا الموقف، فالأمة أمانة في أعناق مفكريها لإنقاذها من هؤلاء، لتحمل رسالتها إلى الأمم، ولا نخاف على الإسلام فسيجعل الله له صلاح الدين، وقطز جديدين لأن دين الله ورسالته للبشرية.