[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

طريق الحوثي يبدأ من دماج

الحوثي صاحب قضية ورؤية ، وصاحب مشروع ، وله منطلقاته الفكرية والسياسية وله أدواته اللازمة كقوة يعتمد عليها كليا لتحقيق نجاحاته السياسية والعسكرية ، وبعيدا عن فاشيته وانحلاله الإنساني وتجرده عن أدنى أخلاقيات الرجال الاقوياء ، فإن من غير الطبيعي أن لا يبدأ يخنق ( دماج ) التي تمثل له _ بمركزها العلمي السلفي _ أعتى جبهات القتال الفكري والحربي . طريق الحوثي يبدأ من دماج كما بدأ طريق الصهاينة من القدس وطريق إيران من العراق.

وليس غريبا أن يواصل الحوثي مسيره في طريق الشر لتحقيق طموحاته الجامحة ومشروعه الكبير بالنار والحديد ، وبدعوى المدنية التي تبدو كواحدة من أقبح الكذبات في التأريخ والتي تشبه ابتسامة وجه قاتل ملطخ بدم الضحية.

لا تختلف ابتسامة الحوثي الماكرة بلونها الباهت عن موقف أدعياء الحرية والسلام ، تجار منظمات حقوق الإنسان ، مخنثي الفكر والسياسة من ليبراليين لصوص وقادة مرتزقة. وهو ذات الموقف اليوم لكل القوى الجماهيرية والسياسية السافرة عن مكنونها الكاذب بصمتها المخزي تجاه ما يتعرض له دماج أرضا وإنسانا، بما في ذلك وسائل الإعلام الرسمية وحكومة الشركاء التجاريين برئيسها قاتم الوجه ضعيف الأمر حتى أمام نفسه ، ورئيس الجمهورية بوجهه المجرد من علامة الرجولة وقلبه النظيف من كل ما للوطنية من معنى .

كم كان يجدر بالشيخ عبدالمجيد الزنداني أن يعقد مؤتمرا لأشباهه من معقلي الجماجم بأكفان الجمود والتحجر وظلامية أشباح الماضي للمطالبة بصون دماء الأبرياء العزل على غرار مؤتمره الذي أقامه للمطالبة بحقوق من سماهم ب آل البيت ، ولكن للمبادئ ثمنها وللمواقف رجالها . إن ما يزاوله الحوثي اليوم من عبث بالدماء والأرواح يفقد الثورة معناها ويفرغها من مضمونها حين يصمت أمام جرائم الحوثي من بحت حناجرهم صراخا في ساحات التغيير ليبدو الأمر كحالة نواح دفع أجرها مسبقا.

زر الذهاب إلى الأعلى