من الأرشيف

دماج

عاش أهالي دماج مع ضيوفهم وضيوف اليمن من طلبة العلوم الشرعية أكثر من ثلاثين سنة، مسالمين ولم يسفكوا قطرة دم واحدة، وهم أقدم من الإماميين الجدد في صعدة. ولهم آراؤهم التي نختلف أو نتفق معهم فيها، غير أنهم لم يحاولوا يوماً فرضها على أحد بالقوة، بل إن شيخهم الحجوري إلى الآن يمنع أتباعه من القتال خارج دماج، لاعتقاده أنهم أصلاً طلبة علم لا مقاتلين، ولا يجوز لهم القتال إلا دفاعاً عن النفس في دماج ..

واليوم تتعرض هذه البلدة الصامدة لتطهير مذهبي من جماعة همجية عنصرية لا تخفي ارتباطها بإيران التي شقت مجتمعاتنا طائفياً وجغرافياً. والأدهى من ذلك أن أغلب منظمات المجتمع المدني تلوذ بالصمت والسياسيين لا يريدون الحديث عن الموضوع خوفاً على خط سير الحوار الوطني.

غير أن ما هو أعجب من ذلك صمود هذه البلدة التي استطاع الحوثي بغبائه تحويل المسالمين فيها إلى مقاتلين شرسين، جعلوه يدرك أنه ارتكب حماقة يحاول أن يغطيها بالمضي قدماً.

إغاثة دماج واجب أخلاقي، وردع المتمردين الحوثيين مسؤولية الدولة التي تملك العديد من الأوراق لتحريكها.

سلام عليك يا دماج، سلام على صمودك العظيم في وجه أعداء السلام والوحدة والجمهورية.

زر الذهاب إلى الأعلى