باعتقادي ان ماحدث ويحدث في منطقة دماج من حصار ظالم وعدوان غاشم يشكل لحظة تاريخية فارقة في مسيرة هذة الفرقة الضالة والمجاميع المضللة، ان الحوثيين ماتوقفوا يوماً واحداً عن التخريب والقتل والتوسع والانتشار والتقطع والاستفزاز،والهدم والتخريب والاثارة والفتنه ، حاربوا وقاتلوا الدوله والمجتمع والاحزاب والجماعات ، ونسي الحوثيون وأنصارهم والمتعاطفون معهم أن الحق لا يسقط بالتقادم وان الباطل لا يترسخ بالقوة العسكرية والإعلامية والمناورات السياسية والتسريبات والشائعات والأكاذيب والأباطيل، وان ما يردده الحوثيون عن انهم يستهدفون دماج بسبب وجود (اجانب) لا يعد ان يكون كذب وتضليل ودجل وتزييف .
وهم يعرفون اننا نعرف ان السبب والعامل الحقيقي وراء هذه الاعتداءات الغاشمه والحرب الظالمه على دماج المسالمه هو سبب طائفي وعامل مذهبي ، يتمثل بوجود مركز سني بحجم مركز دماج في محافظه زيديه كما يزعمون ، وهذا الامر لم يعد سرا وليس جديدا ولا غريبا على جماعه اقامت كيانها من البدايه على اساس طائفي ومذهبي وعنصري وسلالي ، والذي لا يعرفه الكثيرمن الناس ان عدد من كبار علماء الزيديه كانوا قد طالبوا قبل عدة سنوات باخراج مركز دماج من محافظة صعدة باعتبارها محافظه زيديه !!
ففي شهر فبراير 2007 ، أصدر مجموعة من علماء الزيدية بياناً وقع عليه عدد من علماء الزيدية وعلى رأسهم العلامة محمد بن محمد المنصور، والعلامة حمود بن عباس المؤيد، والعلامة علي بن محمد الشامي، والعلامة ابراهيم بن محمد الوزير، والعلامة المرتضى بن زيد المحطوري، طرحوا فيه ما قالوا انها مقترحات لانهاء ملف صعده والحرب التي كانت دائرة بين الحوثين والدوله ، و جاء البيان في «19 »بنداً ونقطة ومنها ما يلي:
- المطالبة بسحب وتغيير القادة العسكريين المنتمين للتيار السلفي .
- سحب جميع الخطباء السلفيين.
- سحب مركز دماج السلفي من المحافظة باعتبارها زيدية، ووجود المركز استفزاز ومحاربة للمذهب الزيدي.
- ومنع نشر جميع الكتب السلفية في المناطق الزيدية !!.
فتأملوا معي في هذه المطالب والمقترحات التي تحمل نفس طائفي مقيت وتوجه مذهبي بغيض في غاية العصبيه والتعصب ، يريدون -سحب- وتأملوا معي كلمة «سحب» التي تكررت في الرسالة كثيرا- سحب القادة العسكريين -الذين لا يرضون عنهم ولم يقفوا معهم- واتهامهم بالانتماء للتيار السلفي- وهم يقصدون طبعاً- الانتماء للمذهب السني ، لانه لا يوجد قادة عسكريين سلفيين ، وبالتالي فالقصد هو سحب واخراج وطرد كل القاده العسكريين والمدنيين الذين ليسوا زيديه ولا يدينون بالولاء والطاعه للحوثيين .
انها ثقافة الاقصاء والالغاء للاخر والمخالف مذهبيا وفكريا سحب الخطباء السلفيين، سحب مركز دماج السلفي، منع جميع الكتب السلفية. . وهذا الخطاب الاقصائي لم ياتي من قادة التمرد الحوثي في صعده وانما جاء على لسان علماء الزيديه في صنعاء ، وفي ذلك معان كثيرة ودلالات خطيرة لا تخفى على لبيب ولا متابع رشيد!! التوجيهات من صنعاء والتنفيذ في صعده ، وقد تم تنفيذ البنود المتعلقه بسحب القادة العسكريين وطرد القادة المدنيين وعلى راسهم محافظ المحافظه المعين من الدوله طه هاجر ، وتعين محافظ من قبل الحوثي تم اختياره بعنايه باعتباره يدين بالولاء والطاعه ، بعدها اصبحت صعده تحت سيطرة الطغمه ومغلقه على هذه المجاميع المسلحه والحركه المتمرده ، ولم يبق الامركز دماج شوكه في حلقوهم وغصه في نفوسهم .
فكان لا بد من "سحب مركز دماج السلفي من المحافظة باعتبارها زيدية، ووجود المركز استفزاز ومحاربة للمذهب الزيدي" !! حسب ما جاء في مذكرة وبيان علماء الزيديه بالحرف والنص ، فوجود هذا المركز السني يعتبر استفزاز ومحاربة للمذهب الزيدي، وتأملوا جيدا وانظروا مليا في صياغة العبارة وجود المركز ليس فقط استفزاز وانما محاربه ايضا ، ولمن ليس للحوثيين فحسب وانما للمذهب الزيدي !! فلا يجتمع مذهبان في صعده ولا حظ ولا حق لاهل السنه في هذه المحافظه (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).