[esi views ttl="1"]

وحدة اليمن.. نُذر المستقبل

تشتعل الحرب في اليمن، وعلى مدى سنين أزهقت المدافع الكثير من الأرواح وأهرقت سيولاً من الدماء. ومع ذلك يواصل الحوثيون حروبهم وكأنهم قد بدأوها للتو، ولا يملون من ارتكاب التدمير والموت وكل فنون الكره.

وإذا كانت الحروب في أي مكان تطرح أسئلة حول مغازيها وأهدافها السياسية، فإن حروب الحوثيين في اليمن تطرح الكثير والكثير من الأسئلة التي تجيب عنها، بوضوح، ميادين الدم في اليمن وهندسة التكتيكات المتناغمة مع المزاجية الإيرانية.

في الوقت الذي يحاول اليمنيون الطيبون المخلصون تضميد جراحهم ولم شمل البلاد وتسوية الفرقة والمنازعات وما خلفته الأيام الخوالي في الأنفس والخواطر وتحويل الطاقات اليمنية إلى قدرات تبني لليمن ومستقبله وأحلامه، يصعد الحوثيون حربهم، ويحاورون بني جلدتهم وإخوانهم بالمدافع والدبابات مثلما يفعل، في هذه الأيام، كل الموالين لإيران في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

ويلاحظ أن حروب الحوثيين تتصاعد حينما تود طهران إرسال رسائل دم لجيرانها أو حينما تنحشر الدبلوماسية الإيرانية في زاوية محلية أو اقليمية أو دولية، تبدأ في التفريج عن ضيقها بإطلاق المدافع في صعدة أو لبنان أو سوريا أو العراق. مما يعني أن حرب الحوثيين ليست حالة منعزلة عن المخطط الإيراني الوحشي لتحويل المنطقة إلى ميدان معارك طائفية ونيران لا يخمد أوارها في طول المنطقة وعرضها.

والرسالة الإيرانية بمدافع الحوثيين ليست موجهة لا إلى أمريكا ولا موتاً لإسرائيل، ولكنها موجهة تحديداً إلى دول الخليج، كل دول الخليج، إذا عرفنا الآن أن طهران، في الوقت الذي تحيك فيه المؤامرات ضد الوطن العربي، تلهث لكسب ود الشيطان الأكبر ومستعدة لارتكاب كل المحرمات من أجل رضا واشنطن، وما شعارات المسئولين الإيرانيين القديمة المستهلكة إلا ذر للرماد في العيون بعد أن قدمت طهران خدمات معلنة لأمريكا وإسرائيل وهي تسعى الآن لأخذ الأثمان.

صناعة الاضطرابات فن إيراني، والحوثيون يمارسون هذا الفن على أكمل وجه، كي يوفوا بولائهم للأخ الأكبر في طهران. ومن هذا المنطلق فإن الاضطرابات في اليمن تمثل خطراً محدقاً في دول الخليج العربي.

ولم تزرع طهران جيوبها في صعدة كي ينعم الناس في اليمن أو في جواره أو في غير جواره بالسلام.

وتحليل المهمة الحوثية يتطلب موقفاً خليجياً صلباً صامداً إزاء حرب الحوثيين، وأن يقضي على الفتنة في مهدها قبل أن تنتشر في كل الخليج وفي غير الخليج.

والتاريخ يشهد بأن العرب يتساوون لدى طهران التي لا تواري مطامعها في أي بلد عربي من المحيط إلى الخليج، لكنها تبدأ بالمواطن الهشة وتقدم اغراءات لبث بذور الفتن والاضطرابات والحروب. وهي قد نجحت في صعدة، ويتطلب ذلك رداً خليجياً حاسماً لإطفاء النار التي يمتد لهيبها ليهدد بقية اليمن وربما أبعد من اليمن إن لم تخمد في الوقت المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى