من الأرشيف

اليمن من الوحدة إلى التجزئة

النزعات الطائفية والشطرية التي أججها الجناح السياسي للرافضة المجوس في نفوس قيادات ‏الدولة الجمهورية وقيادات الاحزاب الجمهورية في المشترك والمؤتمر الشعبي هي فيروس ‏الدول والحضارات لأنه أعقب الاثارة لهذه النزعات الاتجاه الحالي لهذه القيادات لالغاء الوحدة ‏اليمنية عبر المشروع الفيدرالي الامامي الإيراني للانتقال باليمن من مرحلة الدولة الواحدة إلى ‏مرحلة الدويلات، وهذه هي المفارقة في المشهد السياسي اليمني اليوم والخطر الذي يتهدد ‏مستقبل اليمن .‏

والغريب أن الاعلام الرسمي والحزبي يصوران المؤامرة التي تحبك ضد الوحدة اليمنية في ‏مؤتمر الحوار وكأنها طوق نجاة لليمن مع انها السم الزعاف.. والأغرب ان القوى السياسية ‏الجمهورية التي كانت تعتبر الوحدة اليمنية المكسب الاستراتيجي الثاني لليمن بعد ثورتي ‏سبتمبر وأكتوبر.. وخطوة هامة على طريق تحقيق الوحدة العربية غدت ترفض وحدة اليمن ‏وترحب بالعودة إلى عصور التخلف عصور الدويلات الطائفية.. فيما العالم من حولنا يدخل ‏مرحلة التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرىكسمة رئيسية من سمات النظام العالمي الجديد ‏التي ماعادت تجدي فيه امكانات واقتصاد الدولة القطرية.. فضلا عن اقتصاد وامكانات ‏الدويلات الطائفية بل تكتل سياسي عربي اسلامي وسوق اقتصادية عربية مشتركة.. فأوروبا ‏التي كانت مسرحا لحربين عالميتين وميدانا للنزاعات القومية الاوروبية الاوروبية تضطر ‏للملمة جراحها ونسيان نزاعاتها القومية والعرقية لتدخل في وحدة أوربية.. لتلحق روح العصر ‏وتساير المستجدات السياسية لتحافظ على مكانتها السياسية والاقتصادية العالمية. ‏

‏.بالمقابل نرى الافق السياسي المتخلف للساسة اليمنيين الذين لا يفكرون في صيغة سياسية ‏واقتصادية للتضامن العربي فحسب، بل ضاقت نفوسهم بوحدة اليمن وبهويتهم اليمنية فغدوا ‏يصورون ان مشكلة اليمن في وحدتها لا في الفساد، وان الحل لمشكلة الوحدة اليمنية بالغاء ‏نظام الدولة الواحدة عبر الغاء الدستور الوحدوي الاسلامي الجمهوري الديمواقراطي ‏الشوروي. مع ان مشكلة اليمن في هذه النخبة السياسية الشطرية الطائفية لا في الدستور... ‏وصياغة دستور فيدرالي ينقل اليمن إلى مرحلة الدويلات الطائفية دويلة بني رسول في تعز .. ‏ودويلة هادوية في صعده... ودويلة بني زريع في عدن.. ودويلة بني نجاح في الحديدة.. (مشكلة ‏اليمن التاريخية) وليس ذلك فحسب.. بل بإقامة (حكومة محلية وبرلمان محلي) ليس على ‏مستوى الدويلات والاقاليم بل على مستوى المحافظات والمديريات فهل تصلح هذه القيادات ‏لقيادة يمن الايمان والحكمة؟ ‏

يا قياداتنا الغبية متى ستفهمون ان الفيدرالية اذا طبقت في دولة واحدة وشعب متجانس تكون ‏عامل تجزئة واذا طبقت بين عدة دول تكون عامل توحيد فأنا مع فيدرالية عربية وولايات ‏متحدة عربية ولست مع فيدرالية يمنية وولايات ومناطق ودويلات يمنية متحدة. لانكم ‏ستؤسسون لدويلات غير موجودة أصلا ثم تعجزون عن توحيدها في ظروف اليمن الحالية.. ‏أزمة اقتصادية وصراع سياسي حزبي على أشده، اثارة لمختلف النعرات، وواقع قبلي منقسم، ‏وحركات تمرد مسلح مدعومة خارجيا. وشعب مسلح ودولة ضعيفة هشة.. لن تقوم دولة ‏فيدرالية مع رفضي لها بل ستكون خطوة نحو اللادولة والفوضى كالصومال وهذه الفوضى لن ‏تشكل خطرا أمنيا على الامن القومي اليمني فحسب بل على الامن القومي العالمي لان اليمن ‏في غياب الدولة وتلاشيها ستغدو عندها بؤرة مركزية للارهاب..وخطر على الامن الاقليمي ‏السعودي بقيام دويلة حوثية امامية مجوسية في صعدة وما حولها مدعومة من إيران.. ‏

فمتى سيتحرك الجانب الدولي والاقليمي لتنبيه القيادات اليمنية بان مؤتمر الخوار اللاوطني ‏خالف المبادرة الخليجية التي نصت على الحفاظ على وحدة اليمن في بندها الاول... وخالف ‏قرارات مجلس الامن إلى أكدت على الوحدة اليمنية ايضا، واستبدال المبعوث الإيراني جمال ‏بن عمر تحت عباءة المبعوث الدولي الذي شكل بآليته التنفيذية التفافا خطيرا على المبادرة ‏الخليجية وعلى قرارات مجلس الامن بمبعوث أممي إيراني الولاء والمصلحة وان كان مغربيا ‏كالأخضر الابراهيمي في سوريا الإيراني الهوى والمصلحة المادية الحامل لصفة مبعوث ‏دولي زورا وبهتانا.‏

زر الذهاب إلى الأعلى