(في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها)
حكمة من يريد تجنب الخطأ
بعد ان عرفنا من خلال الادلة والامثلة المستمدة من الواقع من الراكب ومن المركوب، واتضح للجميع وفقا للواقع ان المركوب هو ليس أمريكا ولا عملاءها بل من ظن انه راكب ويقود ثورة شعبية نقية ووطنية الطابع رغم ان كل الادلة والاعترافات والوقائع تثبت بلا لبس بان ما يجري، في الاطار العام، هو خطوات متعاقبة ومترابطة في اطار عمل تكاملي شامل من مخطط صهيوأمريكي تشارك فيه قوى عربية واخرى اقليمية، بعد هذا علينا الان ان نطلق رصاصة الرحمة على المنطق الذي يقول بان ما يجري ثورات عربية ركبتها أمريكا وحرفتها عن مسارها الوطني التحرري، وذلك لن يتم الا بتناول الادلة الحاسمة والمعروفة المتمثلة باعادة تأكيد الروابط العضوية بين الاحداث الكبرى منذ المؤتمر الصهيوني الاول في عام 1897 وحتى الان، لان عدم تذكر الروابط العضوية القوي والمباشر بين الاحداث الرئيسة سوف يصيبنا بعمى تام يجعلنا اسرى الزحف نحو حتوفنا ونحن لا نعرف!
هل الاحداث التي بدأت تقع في الوطن العربي منذ بداية القرن العشرين احداث متناثرة ولا رابط بينها؟ ام انها جزء من كل متتابع الخطوات وكل خطوة تكمل سابقها وصولا للاهداف النهائية؟ لدينا فئتان في الوطن العربي فئة ترى ان الاحداث منفصلة خصوصا اذا كانت فترة الفصل طويلة كعقود وليس سنوات فلا ترى ان بينها رابطا عضويا، وتبعا لهذه الطريقة فان تفسير الحدث يتم بصورة محصورة فيه مع عدم ربطه بما سبقه ولا بما لحقه، اما الفئة الاخرى وهي تمثل طليعة واعية وثورية تؤكد وجود الروابط الخفية أو الظاهرة بين الاحداث الكبرى فتخرج بنظرة شاملة تحيط بكافة الاحتمالات القادمة وتخرج باستنتاجات تساعد على وضع ستراتيجية مجابهة فعالة.
دعونا ننظر للتاريخ المعلم الاول لمن يريد ان يفهم ما يجري لكي نتوصل إلى الاجابة على السؤال الذي انتظم كافة اوجه تحليلنا هذا وهو: هل توجد مؤامرة صهيوأمريكية –إيرانية على امتنا العربية؟ ام ان من يتحدث عنها مصاب بهوس خداع النفس؟ الفئة الاولى التي تقرأ الاحداث وهي منفصلة تقول كلا لاتوجد مؤامرة ومن يقول بها لتفسير الاحداث ضحية هواجس ووساوس نظرية المؤامرة، اما الفئة الثانية فتقول نعم ثمة مؤامرة على الامة العربية وهي ماثلة امامنا بوقائع مادية ليس سهلا انكارها، وفيما يلي بعضا من تلك الاحداث الخطيرة:
1- مؤتمر بازل في سويسرا: في عام 1897 عقد اول مؤتمر صهيوني في سويسرا وتبني هدف اقامة (وطن قومي) لليهود في فلسطين، ووضع الخطط الضامنة لتحقيق ذلك، ومنها منع وحدة العرب وتنفيذ خطط لشرذمتهم ومنع وحدتهم القومية وحرمانهم من مقومات النهوض الحديثة كالعلوم والتكنولوجيا. وكانت تلك هي الخطوة الاولى في كل مأسي الامة العربية.
2- تقرير لجنة بنرمان: اقر مشروع تفتيت الوطن العربي بعد انعقاد مؤتمر لندن أو ما يسمى بمؤتمر كامبل بنرمان في عام 1905 وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، اسبانيا، إيطاليا، واستمر حتى عام 1907 وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها " وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وتوصلوا إلى نتيجة مفادها: "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات" والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: " ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان". اذن لاحظوا بعد عشر سنوات من قرار المؤتمر الصهيوني اقرت خطة بنرمان وتحددت الاهداف مسبقا، ولكي تسيطر تلك القوى الاستعمارية على البحر الابيض المتوسط بضفتيه عليها ان تزيل وحدة الشعب الذي يسكن جنوبه وشرقه وهو الشعب العربي، فبدون تفتيت هذا الشعب لا يمكن السيطرة على تلك البقعة الجغرافية البالغة الاهمية.
3- سايكس- بيكو: في عام 1916وقعت اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا وكانت تفاهمًا سريًا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.هذه الاتفاقية كانت ثمرة عمل تأمري معروف وهو غدر بريطانيا وفرنسا بالعرب الذين وعدوهم باعلان دولة عربية واحدة مقابل المساهمة في انهاء بقايا الدولة العثمانية، وقام عرب بهذا الدور، ولكن الاستعمار في بداية القرن العشرين رفض تنفيذ وعده هذا وقام بدلا من ذلك بتقاسم الاقطار العربية وتقسيمها فوضعت الحدود العربية في المشرق بدل اعلان دولة واحدة. لاحظوا بعد تسع سنوات على تبني خطة بنرمان يقسم الوطن العربي.
4– وعد بلفور هو الرسالة التي أرسلها بلفور وزير خارجية بريطانيافي عام 1917 إلى اللورد روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية ل(إنشاء وطن قومي لليهود) في فلسطين. حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. لاحظوا ان وعد بلفور صدر بعد عام واحد فقط من اتفاقية سايكس بيكو بل يمكن تأكيد ان الاتفاقية والوعد هما عمل واحد تم خلال عشر سنوات بعد صدور خطة بنرمان.
5 – احتلال بريطانيا لفلسطين تمهيدا لاغتصابها عام 1948: ولكي يكون تأسيس الكيان الصهيوني ممكنا كان يجب الانتظار حتى عام 1948 لاجل زيادة عدد اليهود من نسبة 5% وهي نسبتهم عند صدور وعد بلفور إلى نسبة تجعلهم قادرين على تحقيق عملية الاحتلال فاحتلت بريطانيا فلسطين واخذت ترعى مباشرة الهجرة اليهودية المتتابعة والضخمة. وهكذا وبعد ان توفر العامل البشري اليهودي المستورد من العالم إلى فلسطين اقيم الكيان الصهيوني.
6 – منح الاحواز لإيران: هل منح الاحواز في عام 1925 لإيران كان صدفة كرماً بريطانياً؟ ام انه احد اهم ضمانات تطويق العرب من كافة الجهات بقوى معادية تقوم بدور المشاغل والمستنزف لهم كي لا تحشد قواهم كاملة لاجل تحرير فلسطين عندما تحتل لاحقا، ولتنفيذ ذلك كان لابد ان تتوفر قوة في المشرق تقوم بذلك الدور، ولكن كان ايضا ضروريا وحتميا حل اخطر مشاكل إيران الجيوبولتيكية وهي افتقارها للثروة والماء وبدونهما لن تكون قوة اقليمية عظمى تستطيع القيام بدور حاسم كما نرى الان في تنفيذ خطط تقسيم وتقاسم الاقطار العربية؟ الاحواز توفر الان لإيران اكثر من 80 % من النفط والغاز والماء وتصوروا لو ان الاحواز لم تضم إلى إيران هل كانت إيران ستلعب الدور الخطير الان وهي المفتقرة للماء والثروة؟
تذكروا ان بريطانيا احتلت فلسطين تمهيدا لاقامة الكيان الصهيوني تنفيذا لوعد بلفور وهي ايضا قدمت لإيران الاحواز هدية لاجل جعلها قوة اقليمية عظمى تستنزف العرب وتشغلهم، فكما ان الصهاينة لديهم ثارات تاريخية مع العرب فان الفرس لديهم نفس الثارات مع العرب، وبريطانيا سيدة الاستعمار وقتها كانت تعرف التاريخ جيدا وتدرك خطورة الثارات الفارسية والتوراتية.
7 – احتلال الجولان والضفة وغزة في حرب عام 1967: واهم ما ادت اليه هو ترك الانظمة العربية ما اغتصب عام 1948 والمطالبة بما احتل ذلك العام، اي التنازل عن الاصل والمطالبة بالفرع.
8– زيارة السادات للقدس في عام 1977 ثم اعترافه باسرائيل وتوقيع اتفاقيتي كامب ديفيد عام 1978 التي احلت الحل الاستسلامي محل تحرير فلسطين وبدات رحلة تصفية المقاومة الفلسطينية بالاحتواء المنظم لها وتدريجيا وكانت اشرف ظواهر الوطن العربي النضالية. لاحظوا عادت العشرية في تتابع الاحداث فحرب احتلال الجولان والضفة وغزة وقعت في عام 1967 وبعد عشر سنوات زار السادات القدس، هل مصادفة؟ ام عودة للعشريات التي بدأتها الحركة الصهونية؟
9- وصول خميني للحكم في عام 1979وبدأ حروب الاديان والطوائف: في نهاية النصف الثاني من السبعينيات شهد العالم حدوث اخطر انقلاب ستراتيجي مموه وصامت في العالم ابتدأ لدينا بتصنيع التطرف الديني ودعمه من قبل الغرب والصهيونية، واحلال قوانينه محل قوانين صراعات التحرر الوطني، وكانت حرب افغانستان وحرب خميني على العراق بداية تلك الكوارث وما ترتب على ذلك من تحول جذري في طبيعة الصراع. اما على المستوى العالمي فان ذلك الانقلاب ادى إلى خلخلة ثم انهاء الاتحاد السوفيتي العقبة الاكبر امام التوسع الامبريالي الصهيوأمريكي.
10– بدأ تدمير اخر مراكز المقاومة القومية والوطنية: بعد حروب الاديان والطوائف، التي اكملت وظيفة الانشقاقات بين القوى الوطنية والقومية واليسارية العربية، جاء دور تدمير مركز العروبة الاخير في العراق، فلقد فشل خميني واصيب الغرب والصهيونية بخيبة امل كبرى نتيجة انتصار العراق وليس هزيمته أو تدميره بواسطة إيران، فكان ضروريا الانتقال وسط تلك التغييرات الاستراتيجية العاصفة من استراتيجية الحروب بالوكالة إلى استراتيجية الحرب بالاصالة، فتقدمت أمريكا واختلقت ازمة الكويت واوصلتها للعدوان الثلاثيني على العراق والمسمى ب(حرب الخليج الثانية)، ونجحت فيما فشل فيه خميني وهو استنزاف العراق وبدء رحلة غزوه.
11 - (غزوة) مانهاتن: هل الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك كان من عمل القاعدة كما قيل ام انه عمل مخابراتي مدبر لتبرير وبدء اكبر عمليات الغزو المصممة لتغيير وجه العالم؟ الان هناك عشرات الشواهد على ان حدث يوم 11-9 -2001 كان من تخطيط المخابرات الأمريكية وربما من نفذ هم جماعة من القاعدة لان القاعدة مخترقة افقيا وعموديا منذ البداية. الاهم بالنسبة لمن يريد معرفة الحقائق هو كيفية توظيف تلك الهجمات: طلب بوش شن الحرب على العراق فور وقوعها ودون انتظار حتى نتائج تحقيق اولي! فهل ذلك عمل منعزل عما سبقه وعما سيلحقه؟
12 - احتلال العراق وتبني خطة تقسيمه إلى 3 دول على اسس طائفية وعرقية تنفيذا صريحا ورسميا لاقدم واهم المخططات الصهيونية، وجعل التدمير الشامل لشعبه وعمرانه تحقيقا لنبوءات وثارات توراتية ركزت طويلا على حتمية تدمير بابل والانتقام من البابليين.
13– (الربيع العربي) واقترانه الشرطي بالفوضى الهلاكة: نشوب حروب داخلية اشرس واكثر تكلفة من كل تكاليف الحروب مع اسرائيل مثلا: ليبيا، سوريا، اليمن، مصر، تونس بالاضافة للعراق، وما سيتبع لاحقا الجزائر والاردن وغيرهما. هل ذلك صدفة عابرة؟ ام انه خطوات متعاقبة ومترابطة في مخطط موضوع بدقة؟
ما الذي نرى، وبغض النظر عن عواطفنا ومواقفنا، عندما ننظر إلى ما بدأ يجري منذ اكثر من قرن وما زال يجري بقوة اليات عمل سوبراستراتيجي؟ يلاحظ بلا غموض امران جوهريان هما:
أ – تعاقبية الاحداث بحيث يتبع الثاني الاول فتكبر مآسينا ولا تتقزم مثل كرة ثلج تتدحرج.
ب – تكاملية الاحداث وترابطها السياقي فلكي تنمو وتكبر كوارثنا لابد من التكاملية بينها.
هل هذا التعاقب الفولاذي للاحداث صدفة؟ صدور تقرير بنرمان الذي وضع خطة السيطرة على الوطن العربي ومنع تقدمه وتوحده وطلب انشاء كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه في فلسطين جاء بعد عقد المؤتمر الصهيوني وتطبيقا لقرار اعتبار فلسطين وطنا قوميا لليهود، واعقب ذلك بتتابع ملفت للنظر: توقيع اتفاقية سايكس بيكو وصدور وعد بلفور وتعاظم الهجرة اليهودية إلى فلسطين والاحتلال البريطاني لفلسطين بصفته مقدمة لابد منها لضمان تسريع وتعظيم الهجرة اليهودية اليها بدعم وحماية وتشجيع سلطات الاحتلال البريطاني على اقامة الكيان الصهيوني! ضم الاحواز إلى فارس وتغيير اسمها إلى إيران في اطار توفير ضمانات تطويق العرب بقوى معادية قوية وفعالة.
وعندما اقيم الكيان الصهيوني وتبلور رد فعل عربي شامل وقوي ضده ماذا حصل؟ بعد فترة من التقدم والانتصارات العربية ابتداء من الثورة المصرية في عام 1952 اخذ العرب يواجهون نمطا اخرا من التراجع فقد اندلعت الصراعات العربية البينية، وتفاقمت واتسعت وطالت، واشتعلت موجة انقسامات الاحزاب والقوى الوطنية وتصارعها الدموي، واخذ النضال ضد الاستعمار والصهيونية يتراجع ويبرز إلى جانبه صراع حياة أو موت بين العرب انفسهم! واكتملت حالة التشرذم والحرب الداخلية بتنصيب خميني ملكا مطلق السلطات في إيران، بعد صنع صورته الاسطورية في الاعلام الغربي، ليبدأ مرحلة الفتن الطائفية وصعود التطرف الديني والطائفي وجعله يطغى على المصلحة الوطنية في العديد من الاقطار العربية ويشعل الحرب بين دول العالم الاسلامي والتي جرت الوطن العربي إلى ما نحن فيه الان!
هل التتابع والتكامل بين هذه الاحداث بطريقة تتطابق مع اهداف المشروعين الصهيوني والاستعماري صدفة؟ ام انه ثمرة وجود من خطط ومن يتابع التنفيذ ويدير عمليته انيا وظرفيا واستراتيجيا بنفس الوقت وفي اطار بالغ الصرامة وهو عدم الخروج عن المخططات الصهيوأمريكية؟
عندما ننظر إلى هذه الاحداث وغيرها كثير في مسلسل تعاقبها وتكملة الخطوة اللاحقة الخطوات السابقة في اطار يتضحم تدريجيا مستلبا من العرب بعضا من اراضيهم وثروتهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية ويلحق بهم كوارث غير مسبوقة فان هذه الظاهرة تجبر حتى الساذج، ومهما كانت درجة سذاجته عالية، على التساؤل بحالة تبدأ من القلق وتنتهي بالرعب والصدمة وهو لماذا تؤدي كل تلك الاحداث إلى الحاق الاذى الشديد بي وبشعبي وامتي؟ من هو العدو الذي يستهدفني دائما ويلحق بي ضررا بالغا؟ اماالمثقف والذكي فانه سوف يستغني عن ذكاءه اذا لم يستحوذ على تفكيره التساؤل المركب التالي: هل ما يجري احداث عفوية لا رابط بينها وهي التي تأكلني تدريجيا؟ هل هذا التعاقب والتتابع المنظم والحديدي صدفة لا رابط بين خطواتها ذات التتابع الصارم والتعاقب الحتمي بحيث ما ان تقع كارثة علينا حتى نصبح متأكدين بان كارثة اخرى ستلحق بها غدا أو بعد غد؟
ان كل تلك الخطوات احدثت الانقلاب المنشود صهيونيا وأمريكيا وفارسيا، فوصلنا إلى ما نحن عليه الان من تراجع وكوارث ابرزها واخطرها كارثة عدم الفهم الصحيح لما يجري منذ عام 2011 مع انه الجزء الاكثر خطورة في تقسيم وتقاسم الامة العربية! هل نسيتم صواب مقولة (ان معرفة العدو كسب لنصف الحرب)؟ العدو كسب مسبقا نصف الحرب ضدنا بجعلنا لا نعرفه ولا نحدد ملامحه، وان عرفناه وحددنا ملامحه واهدافه الحقيقية شكك بنا من داخلنا وسخر مما عرفناه عن طريق اشخاص ما ان تفكر وتحلل وتقدم فهما مختلفا عما يسود حتى ترى ابتسامة السخرية مصحوبة باطلاق كلمات محددة: انها نظرية المؤامرة! مفروض علينا كعرب ان لا نعرف ولا نعي ولا نفهم بصواب لكي يواصل العدو المشترك الاخطر في تاريخنا كله، وهو أمريكا والصهيونية وإيران، خطواته وسط انكارنا لوجود مخطط تأمري مترابط وبعيد المدى ويصل مداه إلى اكثر من مائة عام حديثا ويمتد خلفنا في عمق التاريخ الاف السنين. هل ترون الان معنى فهم التاريخ واستخلاص الدروس منه؟
اللعنة تحل على من يرى ويسمع لكنه لا يفهم، وان فهم اجبر على الانكار سواء بمخدرات الفكر والنفس أو بحشيشة حسن الصباح، الجد البايولوجي لحسن نصرالله. وفي كل الحالات نصبح الضحية المهزومة ليس لاننا ضعفاء بل لاننا نتوهم أو نوهم باننا ضعفاء مع اننا اقوى من كافة الاعداء عندما نعي ونرى ونفهم ما نراه.
هنا نصل إلى السؤال الملغوم وهو: هل هي نظرية المؤامرة اذن؟ دعونا نفهم ما هي نظرية المؤامرة ونزيل الفهم الخاطئ لدى بعض من يستخدمها لتسخيف راي الشاكين أو المقتنعين بوجود مؤامرة. ما هي نظرية المؤامرة؟ ومالفرق بينها وبين المؤامرة؟ (يتبع)
* كاتب ومفكر عراقي