أرشيف الرأي

في الذكرى الثالثة للثورة مقارنة مع نظيرتها المصرية

أجد نفسي مجبورا على الكتابة ونحن نعيش احياء الذكرى الثالثة لثورتنا الشبابية الشعبية السلمية لما لهذه الذكرى من خصوصية إضافية، تتمثل في حملة إستعادة الثورة، لا أقول في زملاء النضال شيء ، فالتعبير عن الأعتراض بكل وسائله الشرعية والمدنية مقبول، ولكنى أود تسليط الضوء على الأهداف التى ثرنا من أجلها وما تحقق منها في أرض الواقع مقارنة بماهو متاح عمليا.

فإذا قارنا وضع ثورتنا بأفضل ثورات الربيع العربي من حيث تحقيقها لأهدافها وهي ثورة يناير في جمهورية مصر العربية مع تثبيت كافة المتغيرات خلافا لذلك سنجد التالي:

أولاً على مستوى إسقاط النظام: أطاحت الثورتين برأسي النظام الحاكم فيهما مع بقاء تأثير على صالح، وبعض أركان نظامة قائما" بشكل أكبر مما هو علية واقع حال حسنى مبارك ونظامه.

ثانياً على مستوى المحفزات والدوافع الثورية: حظى اليمن واليمنيين بالمبادرة الخليجية التى أثرت إيجابا" بتحقيق أهداف الثورة كما لا ننكر تأثيرها السلبي على الفعل الثوري، بينما ثورة يناير المصرية لم تتبلور فيها المحفزات الخارجية و الدوافع الداخلية بشكل تسوية ثورية سياسية.

ثالثاً على مستوى مؤسسة الرئاسة: كلا الثورتين نجحتا في تنفيذ إنتخابات رئاسية مع فارق أن القوي السياسية في اليمن هي من توافقت على ترشيح وحيد لمنصب رئيس الجمهورية تمثل بشخصية هادي ثم الشعب عبر عن مباركته لتوافق القوي السياسية بالأنتخابات وبنسبة مشاركة غير معهودة بينما في مصر عبر الشعب عن مباركتة مرشح واحد دون عن منافسية وتولى مرسي مؤسسة الرئاسة.

رابعاً على مستوى الدستور الجديد: بالرغم من سرعة مصر في صياغة دستورها والإستفتاء عليه، إلا أن اليمن أنجزت 80 %من دستورها عبر مؤتمر الحوار الوطني وتبقى الصياغة الدستورية لمخرجات الحوار والإستفتاء عليه.

خامسا" على مستوى الحكومة: شهدت التشكيلة الحكومية في مصر تغييرات جزئية متكررة خلال مدة قصيرة فلم تشهد الحكومة استقرارا ملحوظا" بينما في اليمن كان استقرار التشكيلة الحكومية التوافقية ملحوظا" بالرغم من تعطيل تنفيذ الأولويات الأربع خلال قرابة 3 سنوات من تشكيلها.

على مستوى وظائف الدولة: إذا ما أعتمدنا نظرية الدولة الحارسة هنا ( أمن / قضاء / صحة / تعليم ) فأن ثورة يناير المصرية تتقدم على ثورة فبراير اليمنية بكثير مع الأخذ بعين الإعتبار أن لإختلاف في المستوى الثقافي والإجتماعي بين المجتمعين يجعل من إنتشار حمل السلاح و الجريمة المنظمة في مصر مؤشرا ملحوظا وإن قلت نسبتيهما عن الواقع في اليمن.

هنا أود القول أن 3 أعوام قد تكون طويلة قياسا" لعمرنا وما قاسيناه وماخسرناه من أرواح طاهرة ولكن 3 أعوام بعمر أرض و بعمر ثورة قليلة جدا ولنا في أم الثورات ثورة الباستيل أسوة حسنة لأولى الألباب والعقول الراجحة.

كما أن سرعة تحقق الهدف الثوري ليس معيارا كافيا" للحكم عن النجاح أو الفشل بينما جودة العمل على تحقيق الهدف الثوري هي الأساس ولنا فيما آلت إلية أوضاع الشقيقة مصر أسوة حسنة.

في الختام لا أقلل مما حققته الثورة المصرية لشعب مصر الشقيق، كما لا أقلل من حق الداعيين بتعزيز الفعل الثوري في يمننا الحبيب طالما" سنلتزم بأخلاقيات الثوار التى مارسناها في فبراير 2011 .

زر الذهاب إلى الأعلى