من كان يصدق ان اليمن ستكون بعد دخول الحوثي إلى مديرية حوث غيرها قبل دخوله وكأن هذه المديرية التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 140 كلم كانت هي العائق الحقيقي امام الحوثي وعفاش لممارسة عربدتهم على الوطن والمواطن وانتهاكهم للدولة وسيادتها وكشفهم لمدى تهاون وتقصير هذه الدولة.
خاضت قبيلة العصيمات بمديريتي العشة وحوث بقيادة ابناء الشيخ عبدالله الاحمر رحمه الله وبمشاركة بعض اخوانهم من ابناء قبائل حاشد الاخرى معارك شرسة لمدة حوالي سبعة اشهر مع مليشيات الحوثي وعفاش وإيران للدفاع عن الثورة والجمهورية والدولة ومسيرة الحوار التي يؤمل ان تأتي مخرجاتها ملبية لمطالب الثورة الشعبية الشبابية السلمية بعد ان كان واضح ان هدف مثلث الشر هو اجتياح مناطق محافظة عمران وصولا إلى العاصمة صنعاء وبالتالي ايقاف الحوار وما يترتب على ذلك من ايقاف لعملية التغيير والاستيلاء على السلطة بعد ان كانوا قد اعلنوا مسبقا ان ولاية الرئيس هادي وحكومة الوفاق تنتهي في21 من فبراير الفائت.
وقف الشيخ صادق الاحمر واخوانه والاوفياء الاحرار من قبائل حاشد منفردين طيلة تلك الاشهر والجميع يتفرج بما فيهم الدولة.
قدموا خلالها حوالي 240 شهيد ومئات الجرحى وعشرات المنازل المهدمة.. تمكنوا بفضل الله وتوفيقه من الصمود حتى انتهى مؤتمر الحوار من فعالياته واصبح بيد اليمنيين وثورتهم السلمية وثيقة تاريخية تحمي نضالات الماضي وتتطلع للغد المشرق.
وعندما عبرت البلاد بخير إلى ما بعد مؤتمر الحوار كان من المنطقي ان لا يستمروا منفردين بتحمل هذا الحمل الثقيل فما ان تجاوزت مليشيا الحوثي مديرية حوث ، الا وثبت للقاصي والداني ان قلعة الثورة والجمهورية ليست موجودة الا في كيان الشيخ صادق واخوانه.
فعندما صمدوا في الحصبة خلال عام 2011 صمدت الثورة السلمية وعندما منعوا الحوثي وعفاش من العبور من حوث تمكنت اليمن من عبور الحوار والوصول إلى يمن ما بعد الحوار.. وعندما توقفت بنادقهم عن القتال توقفت كل البنادق ولم يجد انصار الشر من حوثيين وعفاشيين من يردعهم حتى وصلوا معربدين إلى تخوم العاصمة..
لقد حان الوقت لنقول لقيادة الدولة بصوت واحد: لقد قام اولئك الابطال بما عليهم دفاعاً عن الدولة والثورة والجمهورية والحوار وقد حان الوقت لتقوموا انتم بواجبكم الشرعي والدستوري والاخلاقي مالم فعليكم ان تعلموا بأن التاريخ لا يرحم وانكم بمفردكم ستكونون اكبر الخاسرين.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.