خيبة أمل الجندي اليمني في الدولة التي يخدم تحت رايتها وشرعيتها، فيما رئيسها يخذله ويكشف ظهره ويتركه عرضة لمذابح الارهابيين، ورصاص الحوثيين؛ بل و.. يحكم الميليشيات المسلحة فيما بدر من جنود أدوا واجبهم.
ما هو تأثير "تحكيم الدولة" لميليشيات الحوثي المسلحة في عمران على معنويات الجنود والضباط في الجيش والأمن الذين يقفون لأداء واجبهم تحت عنوان الدولة في النقاط الأمنية والعسكرية وداخل المدن وفي الطرقات العامة بين الشمس والريح والغبار؛ وليس معهم مايغري في هذه الوقفة سوى الواجب، والراتب الذي لا يكفي متطلبات الحد الأدنى من العيش الكريم، وخدمة الدولة والبلد وأمن المجتمع؟؟
هل حياة الجندي رخيصة إلى حد أن تتركه الدولة عرضة لمذابح الإرهابيين في حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء وصنعاء، ورصاص الميليشيات الحوثية في عمران؛ وفي الأخير يطلع غلطان لأنه أدى واجبه في منع مرور السيارات الممتلئة بالمسلحين من نقطته الأمنية؟؟
هل الجندي ليس له كرامة ولا قيمة لدى الدولة التي ينتمي لمؤسستها العسكرية والأمنية؟
وهل الجندي رخيص إلى هذه الدرجة في نظر الرئيس اليمني ووزير الدفاع اليمني؟
"القاعدة" وفت بوعدها لارهابييها المعتقلين ودخلت "بتواطؤ من داخل مؤسسات الدولة" إلى السجن المركزي في قلب العاصمة لـ"تحريرهم" وهم القتلة الذين يؤدون مهام إزهاق الأرواح وتفجير السيارات المفخخة فوق البشر من جنود ومواطنين؛ فهل الجندي اليمني المنتمي لمؤسسات البلد الشرعية ودولتها وسلطاتها والواقف بين الشمس والريح بداعي الواجب فقط دون أن تكون له أي خصومة مع أياً كان، هذا الجندي رخيص في نظر رئيس اليمن ولا قيمة له ولا لحياته؟
الميليشيات الحوثية المسلحة حشدت مسلحيها ومجاميعها المدججة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة حول عمران انتصارا لأفرادها الذين قتلوا وهم في حالة اشتباك مسلح مع جنود نقطة أمنية تتبع قوى الأمن والجيش اليمني؛ وأجبرت الدولة أن تتخلى عن شرعيتها كدولة وتنزل إلى مستوى تتساوى فيه مع الميليشيات المسلحة، بل و"تحكمها" فيما بدر من الجنود الذين لا زالوا يتوهمون بوجود الدولة وقاموا بواجبهم وقتل منهم من قتل وجرح من جرح؛ فيما الدولة ورئيسها وسلطاتها تخذل جنودها وتكشف ظهورهم وتتخلى عن دورها في حمايتهم، ليضاف ذلك إلى تخليها عن حماية مواطنيها وحماية البلد من خطر هيمنة الميليشيات المسلحة وفرض نفوذها عليهم؟