منذ زمن غير بعيد، منذ أن وعيت وأنا أرى رجالاً وأحياناً نساء يقفون أمام المصلين في المساجد، يسألون المصلين مالاً.
يسرد هؤلاء جملة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض على البذل والإنفاق، من مثل قوله تعالوا "وما تنفقوا من خير يوف إليكم"، وقوله "وأما السائل فلا تنهر"، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة" ، وقوله "ما نقص مال من صدقة". وهكذا تسرد الكثير من النصوص الدينية لغرض التسول، أو يوظف الدين لغرض اقتصادي.
واليوم، وأنا أشاهد وأسمع خطابات عبدالملك الحوثي، الذي لا يعرف عنه أنه يحمل مؤهلاً علمياً، وأنا أشاهده وأسمعه يسرد الكثير من النصوص الدينية عن أهل البيت، وحقهم المغتصب، وولايتهم الواجبة، أذكر المساكين الذين يقفون في المساجد يسردون الكثير من النصوص الدينية التي تُرغب في البذل والإنفاق، لكن لمصلحتم الخاصة.
والشأن ذاته يقوم به صبي بدرالدين الحوثي الذي يتسول السلطة عن طريق نصوص دينية يؤولها كما يحلو له، ويفصلها على مقاس عقله الصغير.
أنا أقبل أن يقوم من يقوم أمام الناس، ويوظف النصوص الدينية لحض الناس على الإنفاق على الغير، على ألا يكون هو مستفيداً من هذا الإنفاق، أو مقصوداً به، وأقبل أن يتحدث من شاء عن حقوق أهل البيت، على ألا يدعي أن حقوقهم تؤول إليه، وأنه وريثهم الشرعي، لأن ذلك توظيف فاضح للديني لصالح السياسي، وهو تدنيس للمقدس من قبل المسيس ينبغي أن يقابل برفض لا لبس فيه.