منذ سقوط نظام صدام حسين الذي لا زال الشعب العراقي والعرب يدفعون ثمن مغامراته والتي تسببت في وصول أمثال نوري المالكي الذي هو أسوأ من نظام صدام حسين. فقد جاء هذا الشخص ببرنامج لا علاقة له بإصلاح العراق وتطوره ونجاحه وإنما لتحقيق أهداف وأجندة إيران التي لها أطماع في العراق والتي صنعت المليشيات وفرق الموت والسجون والتعذيب والتفجيرات، وإنهاء دور العراق العربي والإسلامي، فالدول العربية تشعر بالحزن لما يجري في العراق وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي سعت لجمع كلمة العراقيين بمختلف أطيافهم ووقعوا اتفاقية مكة.
فالمملكة بقيادتها الرشيدة حريصة على سلامة واستقرار العراق ودور العراق لخدمة الأمة، المملكة ظلت ولا زالت تقف إلى جانب العراق كأمة وشعب عربي مسلم، ولذا استقبل خادم الحرمين الشريفين القيادات العراقية بغض النظر عن توجهاتهم وآرائهم. إلا أن أتباع إيران كالمالكي وأمثاله ظلوا معوقين لهذا التوجه وسعوا لإفشال مشاريع الوفاق والوحدة. ولم يقدم نوري المالكي أي مبادرات لإحلال السلام والوحدة الوطنية وإنما تهميش وقمع وتصفية وإرهاب وتدمير الفئات الأخرى، وهذا ليس رأي المملكة وإنما علاوي والحكيم والصدر أنفسهم، إن جميع الفئات العراقية بما فيها الأكراد ليست راضية عن توجهات نوري المالكي الذي فشل في إدارة العراق وأدخله في مغامرات في سوريا واليمن ولبنان وحتى البحرين.
ولم يجد المالكي شماعة يعلق عليها فشله سوى المملكة التي تعارض تقسيم العراق على أساس طائفي، وترفض الإرهاب والعنف من أي جهة كانت، وكانت المملكة واضحة في قراراتها في الذين يسافرون إلى العراق بطرق غير مشروعة أو الجماعات الإرهابية وبشكل واضح. ولكن المالكي الذي تريده إيران أن يفتح معركة إعلامية مع المملكة، وهو ليس مستقلا ولا يمثل شعب العراق بإجماع جميع الفئات. قسم العراق ودمر البلاد وضرب الفلوجة واتهم الجميع، لم يترك أحدا من جميع الأطراف وظن أنه بالقمع والعنف يحل المشاكل ويحقق أهداف إيران للسيطرة على العراق.
لذا نجد أن المملكة العربية السعودية لم توافق المالكي في جرها إلى مهاترات، وقد بذل الرجل جهوداً لجرها إلى هذه المعارك الوهمية، تقليدا لما كان يقوم به الشيوعيين والتيارات اليسارية في الستينات. وسياسة المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ثابتة بعدم الانجرار للمهاترات، وهي تسعى دائما للأخوة ووحدة الصف العربي، ولكن ما يجري في العراق لا يساعد على أي شيء، وعندما وجد نوري المالكي أن أهدافه التي تم دفعه من إيران لفتح هذه المعركة لم تتحقق، فقد الرجل صوابه لأن ما تمناه لم يتحقق له من المهارات والصراعات لأن المملكة قيادتها رشيدة قائمة على الأخوة العربية والإسلامية وسياستها ثابتة في هذا الإطار، فاستمر في الإعلان عن حروب لا علم لأحد بها إلا في عقل نوري المالكي وحده، من الذي يحارب؟ من الذي يرسل قواته إلى سوريا لذبح وقتل الناس؟ من الذي يرسل الدعم للحوثيين باليمن؟ من الذي يتدخل في شؤون البحرين؟.
إن هذه السياسة فاشلة وقديمة ومن حروب وأساليب ومناهج الستينات. فإذا أراد السيد نوري المالكي الخير فلينظر إلى شعبه، وأن لا يفكر في الإقصاء لأبناء العراق وفئاته بأن يقبل بالمشاركة والمصالحة ووقف المظاهر المسلحة وإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية وأن العراق لا يمكن أن يستقر بدون مشاركة الجميع وعدم السماح بتدخل قوي أخرى في شؤون العراق واستقلال القرار العراقي ووقف استعمال القوة ومنع القتل والسجن بالهوية، وإصلاح الأوضاع الإنسانية وإلغاء الأحكام الصادرة بعدد من القيادات السنية من قبل إيران عن طريق العراق. ووقف الممارسات التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حسب قرارات الأمم المتحدة.
المملكة لم تصدر أي قرار بهذا الخصوص وإنما الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والطوائف العراقية. فلعبة المالكي مكشوفة والمنطقة ليست مستعدة للإنجرار لحروب وصراعات تخدم أجندات أخرى وكفى مغامرات وصدام وغيره، فلذا على نوري المالكي ومن يقف خلفه أن يعرفوا أن الناس ليسوا بهذه السذاجة ليصدقوا هذه الإدعاءات وهي لا تستحق الرد عليها لأنها مكشوفة، والأمور اليوم ظاهرة للجميع وليعلم نوري المالكي وما يقف خلفه أن الحل بيد العراقيين وأن الآخرين ليسوا مستعدين للانجرار إلى حروب تدمر الأمة وتخدم مصالح وأطماع معادية.
كان الله في عون العراق وشعبه وعلى أبناء العراق أن يوحدوا كلمتهم ولا يسمحوا لمثل هؤلاء بسلخ العراق عن عروبته، عراق الرشيد والمعتصم والخطيب البغدادي وعبد القادر الجيلاني وتاريخه الحضاري.