من الأرشيف

حروب نوري المالكي

منذ سقوط نظام صدام حسين الذي لا زال الشعب العراقي والعرب يدفعون ثمن مغامراته ‏والتي تسببت في وصول أمثال نوري المالكي الذي هو أسوأ من نظام صدام حسين. فقد جاء ‏هذا الشخص ببرنامج لا علاقة له بإصلاح العراق وتطوره ونجاحه وإنما لتحقيق أهداف ‏وأجندة إيران التي لها أطماع في العراق والتي صنعت المليشيات وفرق الموت والسجون ‏والتعذيب والتفجيرات، وإنهاء دور العراق العربي والإسلامي، فالدول العربية تشعر بالحزن ‏لما يجري في العراق وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي سعت لجمع كلمة العراقيين ‏بمختلف أطيافهم ووقعوا اتفاقية مكة. ‏

فالمملكة بقيادتها الرشيدة حريصة على سلامة واستقرار العراق ودور العراق لخدمة الأمة، ‏المملكة ظلت ولا زالت تقف إلى جانب العراق كأمة وشعب عربي مسلم، ولذا استقبل خادم ‏الحرمين الشريفين القيادات العراقية بغض النظر عن توجهاتهم وآرائهم. إلا أن أتباع إيران ‏كالمالكي وأمثاله ظلوا معوقين لهذا التوجه وسعوا لإفشال مشاريع الوفاق والوحدة. ولم يقدم ‏نوري المالكي أي مبادرات لإحلال السلام والوحدة الوطنية وإنما تهميش وقمع وتصفية ‏وإرهاب وتدمير الفئات الأخرى، وهذا ليس رأي المملكة وإنما علاوي والحكيم والصدر ‏أنفسهم، إن جميع الفئات العراقية بما فيها الأكراد ليست راضية عن توجهات نوري المالكي ‏الذي فشل في إدارة العراق وأدخله في مغامرات في سوريا واليمن ولبنان وحتى البحرين.‏

ولم يجد المالكي شماعة يعلق عليها فشله سوى المملكة التي تعارض تقسيم العراق على ‏أساس طائفي، وترفض الإرهاب والعنف من أي جهة كانت، وكانت المملكة واضحة في ‏قراراتها في الذين يسافرون إلى العراق بطرق غير مشروعة أو الجماعات الإرهابية وبشكل ‏واضح. ولكن المالكي الذي تريده إيران أن يفتح معركة إعلامية مع المملكة، وهو ليس مستقلا ‏ولا يمثل شعب العراق بإجماع جميع الفئات. قسم العراق ودمر البلاد وضرب الفلوجة واتهم ‏الجميع، لم يترك أحدا من جميع الأطراف وظن أنه بالقمع والعنف يحل المشاكل ويحقق ‏أهداف إيران للسيطرة على العراق.‏

لذا نجد أن المملكة العربية السعودية لم توافق المالكي في جرها إلى مهاترات، وقد بذل ‏الرجل جهوداً لجرها إلى هذه المعارك الوهمية، تقليدا لما كان يقوم به الشيوعيين والتيارات ‏اليسارية في الستينات. وسياسة المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ثابتة بعدم الانجرار ‏للمهاترات، وهي تسعى دائما للأخوة ووحدة الصف العربي، ولكن ما يجري في العراق لا ‏يساعد على أي شيء، وعندما وجد نوري المالكي أن أهدافه التي تم دفعه من إيران لفتح هذه ‏المعركة لم تتحقق، فقد الرجل صوابه لأن ما تمناه لم يتحقق له من المهارات والصراعات لأن ‏المملكة قيادتها رشيدة قائمة على الأخوة العربية والإسلامية وسياستها ثابتة في هذا الإطار، ‏فاستمر في الإعلان عن حروب لا علم لأحد بها إلا في عقل نوري المالكي وحده، من الذي ‏يحارب؟ من الذي يرسل قواته إلى سوريا لذبح وقتل الناس؟ من الذي يرسل الدعم للحوثيين ‏باليمن؟ من الذي يتدخل في شؤون البحرين؟.‏

إن هذه السياسة فاشلة وقديمة ومن حروب وأساليب ومناهج الستينات. فإذا أراد السيد نوري ‏المالكي الخير فلينظر إلى شعبه، وأن لا يفكر في الإقصاء لأبناء العراق وفئاته بأن يقبل ‏بالمشاركة والمصالحة ووقف المظاهر المسلحة وإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية ‏وأن العراق لا يمكن أن يستقر بدون مشاركة الجميع وعدم السماح بتدخل قوي أخرى في ‏شؤون العراق واستقلال القرار العراقي ووقف استعمال القوة ومنع القتل والسجن بالهوية، ‏وإصلاح الأوضاع الإنسانية وإلغاء الأحكام الصادرة بعدد من القيادات السنية من قبل إيران ‏عن طريق العراق. ووقف الممارسات التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حسب قرارات ‏الأمم المتحدة. ‏

المملكة لم تصدر أي قرار بهذا الخصوص وإنما الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والطوائف ‏العراقية. فلعبة المالكي مكشوفة والمنطقة ليست مستعدة للإنجرار لحروب وصراعات تخدم ‏أجندات أخرى وكفى مغامرات وصدام وغيره، فلذا على نوري المالكي ومن يقف خلفه أن ‏يعرفوا أن الناس ليسوا بهذه السذاجة ليصدقوا هذه الإدعاءات وهي لا تستحق الرد عليها لأنها ‏مكشوفة، والأمور اليوم ظاهرة للجميع وليعلم نوري المالكي وما يقف خلفه أن الحل بيد ‏العراقيين وأن الآخرين ليسوا مستعدين للانجرار إلى حروب تدمر الأمة وتخدم مصالح ‏وأطماع معادية.‏

كان الله في عون العراق وشعبه وعلى أبناء العراق أن يوحدوا كلمتهم ولا يسمحوا لمثل ‏هؤلاء بسلخ العراق عن عروبته، عراق الرشيد والمعتصم والخطيب البغدادي وعبد القادر ‏الجيلاني وتاريخه الحضاري.‏

زر الذهاب إلى الأعلى